للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

المشهور صاحب الكرامات المشهورة والمقامات المذكورة وكان أوحد أهل زمانه علماً وعملاً واجمع الناس على صلاحه وزهده وقلما وصله زائر إلا خاطبه باسمه واسم أبيه واسم بلاده وأين مسكنه منها.

ومن كلامه رحمه الله تعالى الدنيا مدينتي وجبل قاف حصني ومحضري من الفرش إلى العرش والدليل على ذلك أنى آتى الناس بأسمائهم وأسماء آبائهم وما احتووه في قلوبهم وأين مساكنهم ومن صحبني وصحبته أَمن من الفزع الأكبر وأنا فقير لا زرع ولا بقر الماء والمحراب والرزق على الوهاب. اللهم خلصنا من المدر وصفنا من الكدر وأنت عنا راض غير غضبان يا ملك يا ديان. اللهم هذه الأيادي واصلة متصلة بحبلك المتين الذي لا ينقطع. وحصنك المنيع الذي لا ينظلع. واجعل هذه الصحبة والاخوة في مقعد صدق عند مليك مقتدر. اللهم من كادنا فكده ومن تعدى علينا فأهلكه واحمنا بحمايتك لا حامي ولا ضائر لنا سواك بذرنا حبيبات وعليك النبات بيت بيت. وكان يقول وحق الحق ومن له الحق ومن سمى نفسه الحق صاحب الحوض وعدني بحوض أشرب منه وأَسقي من أحب ونحن بين الروضة والمنبر وكان وفاته يوم الخميس سابع المحرم أول شهور السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفي سنة ثمان وأربعين وسبعمائة خالف أهل الشوافي وكان أول خلافهم في شهر صفر من السنة المذكورة فجمع السلطان عساكره من كل ناحية ومكان وسار إليهم بنفسه في جنود لا قبل لهم بها

ووجه البحر يعرف من بعيد ... إذا يسجو فكيف إذا يموج

وكان خروجه إليهم في آخر شهر ضفر من السنة المذكورة واستولى على الجبل وأهله يوم السادس من شهر ربيع الأول. ولما ظفر بهم قتل منهم طائفة بالسيف وغرق طائفة في البحر وكحل طائفة أخرى وأذلهم ذلاًّ شديداً ونزل السلطان إلى زبيد فأقام فيها أياماً وصام شهر رمضان في المدينة وعيّد عيد الفطر بها. ثم توجه إلى عدن في شوال أو في ذي القعدة من السنة المذكورة.

<<  <  ج: ص:  >  >>