للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والتهائم. وكان مشهوراً بالعلم والصلاح والتواضع يسعى من موضع إلى موضع في ثوب واحد إذا لم يجد لحافاً ولم يشتغل بكسب شيءٍ من الدنيا. وكان وفاته في السنة المذكورة رحمه الله تعالى.

وفيها توفي الفقيه أبو الحسن علي بن محمد بن يوسف الصبري. وكان فقيهاً بارعاً ذكيّاً تفقه بالفقيه عمر بن سعيد التعزي وبالفقيه عمر بن أبي بكر العرَّاف. وكان عمره عشرين سنة حفظ القرآن العزيز ونقل التنبيه والمنهاج غيباً وأخذ من النحو واللغة ما أعجز أمثاله ودرَّس في المدرسة السابقة بالحميرا. وكان ميلاده في التاسع عشر من صفر سنة اثنتين وثلاثين وسبعمائة رحمه الله تعالى.

وفي سنة ثلاث وخمسين أقطع السلطان ولده المظفرِ فشال وأقطع الصالح الكدراء وأمرهما بالتقدُّم إلى إقطاعهما فتقدما. ولذلك في أول شهر المحرم. ثم تقدم السلطان من زبيد إلى تعز فكان دخوله يوم العاشر من المحرم. فلما استقر في بلاده شفعت إليه والدته جهة صلاح في إطلاق المسجونين من الملوك فأطلقهم جميعاً وكانوا ثلاثة نفر. شمس الدين محمد بن الملك المنصور أيوب بن يوسف بن عمر وزين الإسلام أحمد بن محمد الناصر ابن الملك الأشرف عمر بن يوسف بن عمر. والثالث المفضل شمس الدين يوسف بن حسن بن داود بن يوسف بن عمر. وأطلق أيضاً معهم الشيخ عمر بن حسين الزميلي. وكان مسجوناً أيضاً ثم أمرهم بسكنى قرية السَّلامة فسكنوها إلى أن توفوا إلى رحمة الله تعالى. وأقام السلطان في تعز إلى شهر جمادى الأولى. ثم نزل فأقام فيها بقية جمادى الأولى وشيئاً من جمادى الآخرة. ثم تقدَّم إلى تعز وتقدَّم معه والداه الصالح والمظفر. فلما استقر في تعز جهز عسكراً لأهل بعدان. فكان القاضي صفي الدين أحمد ابن محمد بن عمار في محطة ومعه قطعة من العسكر. وكان القاضي فتح الدين في محطة ومعهُ قطعة من العسكر. وكان الطواشي أمين الدين أهيف في قطعة من العسكر من محطة ثالثة وشرعوا في بيعة في الجبل فلم يتفق لهم ذلك فأقاموا إلى شهر شعبان ونزلوا. وفي شهر شعبان الكريم أرسل السلطان بهدية جليلة وسار فيها ولده الناصر أحمد وسار

<<  <  ج: ص:  >  >>