للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يومين أو ثلاثة ثم توجهوا نحو الجهات الشامية.

وكان خروج السلطان من البحر إلى ساحل الحادث يوم الاثنين السادس من ذي الحجة فسار إلى المهجم وعيَّد فيها عيد الأضحى من السنة المذكورة. وفي ليلة الجمعة السادس عشر من ذي الحجة وصل رسول من مولانا السلطان إلى موالينا جهة صلاح فنزلت من حصن تعز يوم الثامن عشر إلى المحلة وتقدمت حينئذٍ ليلة التاسع عشر من الشهر المذكور. ونزل صحبتهم بقية العسكر وأولاد الملوك. فكان دخولهم زبيد يوم الحادي والعشرين من الشهر المذكور. وتقدم السلطان من المهجم الزبيد في عساكره المنصورة

حتى إذا عقدت فيها القباب له ... أهلَّ لله باديه وحاضره

وجددت فرحاً لا الغم يطرده ... ولا الصبابة في قلب تجاورهُ

وكان دخوله بستان الراحة من زبيد يوم الأربعاء الثامن والعشرين من ذي الحجة. وقد عملت الفرحات والطلعات وزينت المدينة وفرح الناس بوصوله فرحاً عظيماً فأقام في محروسة زبيد أياماً.

وفي هذه السنة توفي الفقيه الإمام الحافظ أبو اسحق إبراهيم بن عمر ابن علي بن محمد العلوي. وكان فقيهاً نبيهاً حنفي المذهب عارفاً محققاً واليهِ انتهت الرياسة في علم الحديث باليمن. وكان أخذه عن كبار العلماءِ كابي العباس بن أحمج بن أبي الخير الشماخي وإبراهيم بن محمد الطبري والحجار وغيرهم. وعنهُ أخذ فقهاء العصر واليهِ كانت الرحلة من الآفاق وحضر مجلسه جلة العلماء وكان جامعاً بين فضيلتي العلم والعمل. وكان متواضعاً سهل الأخلاق كثير البشاشة مسموع القول له قبول عظيم عند الخاص والعام درَّس في مدرسة أم السلطان بزبيد وهي المعروفة بالصلاحية. وكان ميلاده سنة ثلاث وتسعين وستمائة وتوفي وقت صلاة العشاءِ من ليلة السبت العشرين من ذي الحجة من السنة المذكورة.

وفيها توفي الفقيه الصالح المشهور أبو بكر بن أحمد دعسين القرشي وكان فقيهاً بارعاً متفنناً زاهداً ورعاً باذلاً نفسه لطلبة العلم تفقه به كثير من الناس من أهل الجبال

<<  <  ج: ص:  >  >>