الفارقي بابتداءات من السلطان كتبت له من مصر وضربت الطبلخانة لأجل ذلك ثلاثة أيام. وفي يوم السادس عشر من شهر ربيع الآخر وصل الحاج مفتاحِ الشداد بابتداءات من السلطان فضربت الطبلخانة لأجل ذلك سبعة أيام وفي يوم الخميس الثاني والعشرين من شهر ربيع الآخر وصل العلم أن السلطان خرج من مصر متوجهاً إلى اليمن فلما سار أياماً أمر صاحب مصر برجوعه إلى مصر.
وفي هذه السنة حصل في اليمن موت عظيم فتوفي في يوم الخميس غرة جمادى الأولى سبعون إنساناً في مدينة تعز. وفي غرة جمادى الآخرة وصل الشريف سليمان بن الهادي صاحب صعدة فأقام في تعز أياماً ومرض فتوفي في يوم الخميس الخامس والعشرين من رجب. وفي آخر شهر رمضان قبض الأشعوب حصن سامع وقتلوا من الرتبة خمسة عشر رجلاً. وخالف أهل بعدان وكان أول خلافهم من أبٍّ. وفي يوم الخامس من شوال نهب الأشعوب جباء. وفي يوم السابع من شوال قتل عباس بن جسمر قتله بنو عمه. وفي عشر من الشهر المذكور خرج العسكر المنصور لقتال الأشعوب وفيهم القاضي صفي الدين أحمد بن محمد بن عمار وأحد بني زياد والأمير الحسام ابن عبد الغني فأخذوهم قهراً بالسيف ورجعوا إلى تعز ظافرين. وكان رجوعهم يوم السابع والعشرين من الشهر المذكور.
وفي التاريخ المذكور وصل رجل يقال له العشيري وشيخ يقال له الجمري بأوراق من الطواشي صفي الدين جوهر الرضواني من مكة وأخبروا بوصول السلطان وأنه قد صار في أثناء الطريق فضربت الطبلخانة سبعة أيام وعملت فرحة عظيمة وبرز أمر موالينا الآدر الكرام جهة صلاح بتجهيز العساكر للقاءِ السلطان. فلما كان يوم الأربعاء الثالث عشر من ذي القعدة وصل من السلطان بابتداءات شريفةٍ من سواكن فضربوا لأجله الطبلخانة ثلاثة أيام. وبرز العسكر للقاءِ السلطان يوم الرابع عشر من ذي القعدة وتقدمت الطبلخانة صحبة العسكر بأعلام جدد وخلعات جدد وبزة حسنة وآلة كاملة قد هيئت لوصوله. وتقدم الأمير بهاء الدين السنبلي إلى المخلاف آخر ذلك اليوم. ولما دخل العسكر زبيد أقاموا فيها