للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

عبيد أبيه ودخلوا على الأمير من غير إذن فوقعوا عليه. وكان عنده أحد غلمانه فلما نظرهم الغلام أخذ شيئاً من سلاحه وقصدهم فانفرد له واحد منهم فتضاربا حتى وقعا على الأرض قتيلين ومضت الجماعة على الأمير فقتلوه موضعه فتشعشع العسكر فقالوا لهم كلكم في الأمان والضمان فخرجوا ولم يتعرض لهم أحد وكان قتله يوم الرابع عشر من القعدة من السنة المذكورة فاستمر القاضي عفيف الدين عثمان بن سليمان بن طلحة الدوري فوصل وقرر أحوال الناس.

وفي هذه السنة نزل السلطان إلى زبيد في آخر شهر ربيع الأول فأقام فيها أياماً.

وتوفي القاضي صفي الدين أحمد بن محمد بن عمار المعروف بالنشو وكان وفاته ليلة السبت الثالث عشر من شهر ربيع الآخر وقبر عند قبر الأمير بدر الدين حسن بن علي الحلبي على جنب طريق الزّيبة من باب سهام. وطلع السلطان تعز في أول شهر جمادى الأولى فلما استقر في تعز أمر القاضي جلال الدين علي بن محمد بن عمار وزيراً في الباب الشريف. وفي أول ليلة استمر في الوزارة حرقت الركبخانة وحرق جميع ما كان فيها من ذهب وفضة وجواهر وسروج وغير ذلك مما يساوي بثلاثمائة ألف دينار.

وفي شهر رجب استخدم السلطان العساكر ونهض إلى المخلاف فحط في دار السلام من جبلة. وحط الطواشي صفي الدين أبو معلق والصارم بن حباجر والمشايخ بنو ناجي في مصال. وكان معهم من العسكر أربعمائة فارس وثمانية آلاف راجل. وكان الأمير البهاء السنبلي والقاضي شهاب الدين أحمد بن قبيب والأمير بدر الدين علي بن إسماعيل بن إياس في مدين وكان معهم من العسكر مائة فارس من الباب وخمسون من الأكراد وأربعة آلاف راجل فأحاطت العساكر بالجبل وضيقوا على أهل بعدان ضيقاً شديداً. فلما رأى السيري ما هم فيه من الضيق وتزايد الأمراء أراد الحيلة في ذلك وكان رجلاً دهياً مكاراً فطلب فقيراً من المدروزين ووهب له شيئاً ووعده بشيء آخر. وقال له أريد منك أن تنفعنا حتى ننفعك قال وبماذا أنفعكم.

<<  <  ج: ص:  >  >>