الأبواب السلطانية ووصلوا بغراسات شجر الفلفل الأحمر والأصفر والأزرق واستمر الأمير صارم الدين داود بن موسى بن حبابر أَميراً في الشجر. وكان سفره من عدن يوم السادس والعشرين من شوال.
وفيها استمر الأمير بهاء الدين الظفاري مقطعاً في حرض والقاضي جمال الدين محمد بن إبراهيم الجلاد مقطعاً في فشال.
وفي هذه السنة توفي الأمير الكبير بهادر السنبلي وكان أَميراً كبيراً شجاعاً مقداماً فارساً مشهوراً وكان من أعيان الأمراء في الدولة المجاهدية. ونال من الملك المجاهد شفقة تامة وهو الذي أنشأَه وحمل له أربعة أحمال من الطبلخانة وأربعة أعلام وأقطعه مواضع عديدة من جهات المملكة اليمنية وكان مشهوراً بالشجاعة والفراسة وكانت وفاته يوم الثلاثاء الحادي والعشرين من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الإمام البارع أبو الفضل بن أحمد بن عثمان ابن أبي بكر بن بصيص النحوي الحنفي الزبيدي بفتح الزاي وضمها. وكان إمام الحفَّاظ وشرف النحاة وختام الأدباء انتهت إليه رياسة الأدب. وكانت الرحلة إليه وكان بارعاً في فهمه وله تصانيف مفيدة وأشعار جيدة شرح مقدمة ابن بابشاذ واخترمته المنية قبل تمامه وهو شرح جيد مفيد انتحل فيه الأسئلة الدقيقة وأجاب عنها بالأجوبة الحقيقة وهذب منهاجها ونشر مقاصدها. وله المنظومة المشهورة في العروض. ولم يزل على حسن طريقه باذلاً جهده إلى أن توفي في يوم الأحد الحادي عشر من شهر شعبان من السنة المذكورة رحمهُ الله تعالى.
وفيها توفي الفقيه الصالح تقي الدين عمر بن عبد الله المكي الفقيه الحنفي المحدث. وكان فقيهاً محدثاً عارفاً مشاركاً في عدة من فنون العلم تفقه في زبيد على الفقيه برهام الدين إبراهيم بن عمر العلوي والفقيه موفق الدين علي بن نوح والقيه صارم الدين إبراهيم بن مهنا وطلب تدريس الحديث في المدرسة المجاهدية لتعز سنة سبع وأربعين. وكان حسن التدريس فاستمر في المدرسة المذكورة إلى أن توفي في