ووصل الملك المظفر إلى حوض في عسكر جرار من أصحاب الإمام فنهض إليهم صاحب حرَض فانهزموا ورجعوا من غير قتال. ووصل رسول صاحب ظفار الحبوضي وهو الفقيه أبو محمود بهدية وتحف وطلب لصاحب بلاده نيابة من السلطان فكتب له بذلك وذلك في شهر جمادى الأخرى.
وفيها تقدم القاضي جمال الدين سفيراً إلى الديار المصرية وصحبته من الهدايا والتحف ما يليق بحال المُهْدِى والمُهْدِى إليه. وكان تقدمه في اليوم العاشر من شهر ربيع الأول من مدينة تعز.
ووصل محمد بن الفهد صاحب ثُلاَ إلى الأبواب السلطانية مستوفداً فأكرمه السلطان وأنصفه ووصل جماعة من الأشراف المعدودين إلى الأبواب المكرمة صحبة الأمير عماد الدين يحيى بن أحمد الحمزي فقابلهم السلطان بالإكرام والإنعام العام. وفي شهر رمضان من هذه السنة المذكورة وقع في تعز مطر عظيم اخرب بستان المحلية وعدة من قصورها ومنازل كثيرة هلك فيها كثير من الناس سحبهم السيل من البيوت وكانت مطرة لم يعهد مثلها.
وفي هذه السنة توفي الأمير سيفد الدين الرومي وكان أميراً كبيراً جليلاً عاقلاً حسن السيرة مقداماً مهذباً. وكان وفاته في مدينة القحمة وهو مقطع بها رحمه الله تعالى.
وفي سنة ثمان وستين وسبعمائة وصل القاضي جمال الدين محمد بن علي الفارقي من الديار المصرية بالهدايا من صاحب مصر والمماليك. وكان وصوله يوم الثامن من شهر صفر. وفي شهر ربيع الأول أمر السلطان بحمل أربعة أحمال طبلخانة وأربعة أعلام للأمير سيف الدين طغى الأفضلي.
وفيها قصد الملك المظفر وابن اليماني فخرج إليهم صاحبها في عسكره لقتالهم فانهزموا ورجعوا خائبين وذلك في شهر جمادى الأولى من السنة المذكورة.
ووصل رسول صاحب كنباية ورسول ملك السند بالتحف والهدايا إلى