شهر ذي القعدة بخزانةٍ جيدة وعسكر جيد فيهم الشريف جمال الدين محمد بن تاج الدين الحمزي صاحب الطَّوِيلَة والأمير شجاع الدين حسين ابن حسن بن الأسد الكردي فأَنفق الطواشي صفي الدين على العساكر جميعاً وقصدوا القُرَيْشيِةَ يوم السابع من القعدة فقتل من وجوه الفريشيين وشجعانهم نحواً من مائة رجل من أَجوادهم وفرسانهم وشجعانهم ومشاهير رجالهم. وفي جملة من قتل منهم يومئذ عبد الله بن محمد بن عمر بن غراب وكان أحد الفرسان المشهورين في زمانه فراسة وشجاعة ونهبت القرية نهباً شديداً ورجع العسكر من فوره إلى زبيد ظافراً منصوراً. فأقام العسكر في زبيد أَياماً. ثم خرج الأمير بهاء الدين بهادر السنبلي فحط في القريْشِيةَ وكان أهلها قد انتقلوا منها إلى العَرمَة فلما صاروا هنالك طلبوا الذمة وسلموا نصف الخيل التي معهم ورهنوا عدة من أولادهم فأذم عليهم السلطان ورجعوا إلى قريتهم.
وفي سنة ست وستين وسبعمائة كان رجوع أهل القرية إلى بلادهم وفيها استمر الأمير سيف الدين الخراساني مقطعاً في حرض وانفصل عنها الأَمير سيف الدين الرومي وأقطعه السلطان القحمة. وفي هذه السنة أوقع الأمير فخر الدين زياد بن أحمد الكاملي بالمعازبة فقتل منهم مقتلة عظيمة. وسار العسكر المنصور إلى المدبي فقطعوا شيئاً كثيراً من نخلة وذلك في شهر شعبان من السنة المذكورة وفي شهر رمضان نزل محمد بن ميكائيل من صعدة إلى المنيعة من أعمال حرض في عسكر كثيف من الخيل والرجل فواجهه عسكر السلطان هنالك. فانهزم ابن ميكائيل هزيمة شديدة وقتل من أصحابه جمع كثير فيهم أربعة من الفرسان ومن الرجل نحو من مائة وسبعين. ونزل السلطان زبيد في شوال فأقام فيها أياماً ثم تفرج في النخل وكذلك في البحر ثم توجه نحو الجهات الشامية لقبض خيول العرب فقبضها بأسرها في مدة يسيرة ثم عاد إلى زبيد.
وفي سنة سبع وستين طلع السلطان إلى تعز بعدة من خيول العرب نحو من مائتي رأس ووصل ابن سمير إلى السلطان على الذمة الشريفة وكان وصوله يوم