للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

والصفرة والحمرة والخضرة وفي دائرها ألوان مختلفة دائرة عليها وبعد الجميع شعاع أبيض كأنه الفضة البيضاء وسمعت عدة من الأكابر المعمرين يقولون انهم ما رأَوا مثلها أبداً ولا سمعوا من أحد ممن تقدمهم أنه رأَى مثلها.

وفي يوم الأربعاء التاسع والعشرين كسفت الشمس. وفي يوم الثالث من شهر جمادى الأولى ظهرت على الشمس مثل الهالة الأولى المذكورة آنفاً. وكان ظهورها بعد مضي ثلاث ساعات من النهار إلى آخر الساعة التاسعة. واضمحلت عند أذان العصر من النهار.

ولما دخل السلطان عدن في التاريخ المذكور أقام فيها شهر جمادى الأولى وعشراً من جمادى الأخرى ثم ارتحل إلى محروسة زبيد فكان دخوله زبيد يوم الرابع والعشرين من جمادى الأخرى فأقام فيها خمسة عشر يوماً. وفي مدة إقامته في زبيد استمر الأمير بهاءُ الدين الشمسي مقطعاً في حَرَض عوضاً عن اللطيفي. واستمر الأمير بهاءُ الدين اللطيفي في الأعمال السرددية.

وفي هذا التاريخ سار الإمام من بلده في جموعه من طوائف الزيدية فقصدوا بني شاور فبسط العسكر أيديهم وعاثوا في البلاد وقتلوا الفقيه الإمام العلامة أبا العباس أحمد بن زيد الشاوري وقتل معه جماعة من أهل بلده ونهب بيت الفقيه المذكور. وكانت فيه أموال جمة مودعة للناس عند الفقيه وكان الفقيه في غاية من العلم والعمل. وكان قتله في يوم الأَحد الحادي عشر من شهر رجب رحمه الله تعالى. وكان قتله ظلماً وعدواناً ولم تطل مدة الإمام بعده بل عوجل في أقَرب مدة

ما كان أقصر وقتاً كان بينهما ... كأنه الوقت بين الورد والقرب

ورثاه بعض قرابته الفقهاء الشاوريين بقصيدة يقول في أولها

ألا شَلَّتْ يمينك يا صلاح ... وعجل يومك القدر المتاح

وفي يوم التاسع من رجب تقدم السلطان إلى النخل فأقام فيه بقية شهر رجب وتقدم إلى البحر غرة شهر شعبان. فأقام فيه ستة أيام ورجع إلى النخل وارتفع يوم الثامن الشهر.

<<  <  ج: ص:  >  >>