للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي يوم السادس من شعبان ركب الإمام صلاح لبعض ما يريد من الأمر فبينما هو سائر على بغلته إذا قبل طائر من الجو فأَصاب وجه البغلة فنفرت البغلة نفرة شديدة ألقت الإمام عن ظهرها فتعلقت رجله في الركاب فازدادت البغلة نفوراً لما سحبته وبقيت رجله في الركاب فانعسفت رجله وقيل رجله ويده وكان في موضع وعر فلم يتمكن الحاضرون من أَخذه حتى لزموا البغلة أو قيل عقروها ثم حمل من موضعه ذلك على أعناق الرجال إلى أن دخلوا به حصن ظفار. وكان سقوطه يوم السادس من شعبان. فأقام هنالك أليماً أياماً ثم انتقل إلى صنعاءَ فدخلها في العشر الأولى من شوال في جمع عظيم وهو يجد شيئاً من الألم ولكنه يظهر الجلد. فأقام في صنعاء أليماً وقيل حدث به مرض آخر في النصف الأخير من شوال فلم يزل كذلك إلى أن توفي يوم الثالث من ذي القعدة وقيل يوم الثاني منه من السنة المذكورة والله أعلم.

وفي الرابع عشر من شعبان وصلت كتب ابن المدادي إلى السلطان يبذل تسليم حصن ريسان والدخول تحت الطاعة ويطلب ذمة شاملة فأجابه السلطان إلى ما سأل وسلم الحصن المذكور.

وتقدم السلطان إلى تعز يوم السابع عشر من الشهر المذكور. فكان دخوله تعز يوم العشرين منه. وصام رمضان هذه السنة في مدينة تعز في مدينة ثعبات.

واستمر الجمال المصري المكي محتسباً في مدينة زبيد في شهر رمضان المذكور فقام بالوظيفة قياماً مرضيّاً وأمعن النظر في مصالح المسلمين.

وفي شهر رمضان برز أمر السلطان بعمارة الزيادة الشرقية التي في جامع عدينة من مدينة تعز واستحث الناس على فراغها حتى فرغت كما هي الآن فانتفع الناس بها انتفاعاً عظيماً بخلاف الزيادة الغربية التي عمرها السلطان الملك المجاهد في أيامه. وأمر يومئذ بتسوير مدينة الجند. وكان سورها قد اندرس ولم يبق له أثر فأعاده على الحالة الأولى وربما هو اليوم أحسن مما كان والله أعلم.

وفي يوم الثامن من شهر رمضان المذكور أخذ رجل من البهادرة في مدينة تعز ذكروا أنه ساحراً وكان يتشبه بالمسلمين فكحل وقطعت يده.

<<  <  ج: ص:  >  >>