للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إمام ومؤَذن وقيم ومدرس وطلبة ومعلم وأيتام يتعلمون القرآن. ولها عدة سبل في مقاطع الطرق يردها السارح والرائح. كانت تأمر بإصلاح الطرق والمدرجات والعقبات ومما يتضرَّر بهِ المارُّون من الشجر وغيره.

ورثاها جماعة من الشعراءِ منهم الفقيه موفق الدين علي بن محمد الناشري والفقيه جمال الدين محمد بن علي الراعي والفقيه رضي الدين ابو بكر بن عبد الله الهبيري والفقيه شرف الدين إسماعيل بن أبي بكر المقرئ وغيرهم من الأفاضل البلغاءِ ولم يك على ذهني الساعة شيءُ من قصائدهم. وقد اثبت قصيدةً كنت قلتها يومئذٍ وجعلتها من عوز وهي:

تعزَّ ولا تجزع لنائبه الدهرِ ... وقابل عظيم الرزءِ بالحمد والصبر

ولا تكترث إن بان خطبُ فقد قضى ... بما قد قضى في الخلق ذو الخلق والأمر

لمل امرئ كأس من الموتِ مترع ... ولكننا نسري إلى أجل يسري

فحمداً على حُلْو القضاءِ ومُرّةِ ... وصبراً فان الصبر من شيمة الحرّ

على ذا مضى الناس اجتماع وفرقة ... وكل بذا يدري وان كان لا يدري

فكم من قرونٍ قد مضوا لسبيلهم ... فهم بين أطباق المهامة والقفر

وكم أمة خلت بعد أمةٍ ... كما قد خلى في الشهر أمس من الشهر

وكم من ملوكٍ قد مضوا وتتابعوا ... كمنتثر السلك العظيم من الدر

فعوّضك الرحمن صبراً وعصمةً ... وأجراً على عظم الرزية في القدر

ولا زال عفو الله يسقى ضريحها ... يهنون بالبشرى من الله والبشر

وكم من مليكٍ حافياً من أمامها ... ومن خلفها يمشي وأدمعهُ تجري

لقد أوحشت منها قصور منيعةُ ... وكانت إذا ما أسفرت زينة القصر

بكتها السما والأرض يوم وفاتها ... وأمسى سحاب الأفق أدمعه تسري

فيا ليلةً ما كان أوحش بتها ... وقد كنت ذا بأسٍ شديدٍ وذا صبر

<<  <  ج: ص:  >  >>