فحسبي من يوم تقضي وليلة ... وحسبي من صدّ صُددت ومن هجر
وسقياً لأيام تقضت عهودها ... ورعياً لعصر قد تقضَّى من العصر
فيا أم عباسٍ ويا أم أحمدٍ ... ويا أم عبد الله يادرة النحر
لقد طال ليلى بعد ليلتك التي ... تمنيت فيها إنها ليلة الحشر
فإن كنت قد غيبت عني فلم يغب ... خيالك عن عيني وذكرك في فكري
وما أنت إلا الشطر مني حقيقةً ... وما شطر شيءٍ بالغنىّ عن الشطر
وما راقني من بعد وجهك رائقُ ... ولا شافني ما في العيون من السحر
ولم يلهني قرب الحبيب الذي دنا ... ولم يشفني طيف الخيالِ الذي يسري
على وجهك الميمون حيّاً وميتاً ... سلام يزيد العطر عطراً إلى العطر
وما غرَّدَت وُزقُ وما حنَّ راعدُ ... وما لاح برقُ يستطير ويستشري
يهوّن جدي فيك إنك في الورى ... من الذاكرين الله في ساعة الذكر
وما فيك من نسكٍ وما فيكِ من تقىً ... وما فيكِ من سرٍّ وما فيكِ من بر
وعلمي بانَّ الموت لابدَّ واقعُ ... وأنىَ أجزى بالتجلُّدِ والصبر
ولاشك عندي ثم لا شك إنما ... تنقلتِ من قصرٍ منيفٍ إلى قصر
فلو جاز ان تُفدَى لما غلىَ الفدى ... ولو كان بالأعمار شطراً إلى شطر
ولو جازان تحمى حميت من الردى ... بهنديةٍ بيضٍ وأرماحنا السمر
ومقربةٍ قبٍّ عتاقٍ شوازبٍ ... وأُسدٍ غطاريفٍ حجاحجةٍ غر
بها ليل من غسان من آل جفنةٍ ... فروعهم فرعي ونجرهم نجري
ولكن أمر الله للناس غالبُ ... وكلهم تحت الإرادة والقهر
قال علي بن الحسن الخزرجي عامله الله ولما كان بعد أسبوع من وفاة الجهة الكريمة توفيت الدار السعيد جهة حافظ بنت مولانا السلطان الملك المجاهد قدس الله سره في الجنة. وأقام السلطان الملك الأشرف بعد وفاة جهته المذكورة شهراً كاملاً في قصره دار النصر لا يدخل ولا يخرج إلا في جوف الليل إلى التربة المرحومة يقرأ ما تيسر