للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

رمع على المعازبة بني بشير إلى نخل المدني. وقد كان الخبر أتى إلى القرشيين بأن المعازبة هربوا ولم يكن ذلك صحيحاً بل كانوا في أَتم ما يكون من الجمع. فلما أتاهم العلم بغارة القرشيين إليهم خرجوا فاهتزم القرشيون آخر النهار فقتل منهم نحو من اثني عشر رجلاً واقتلعوا منهم أربعة أفراس وعقروا فرسين وأخذوا أربع رواحل.

وفي سلخ جمادى الأولى أغار المعازبة على فشال في جمع عظيم فسكرهم أهل فشال وطردهم وأخذوا لهم بحريين وجرحوا منهم جماعة.

وفي يوم الجمعة غرة جمادى الآخرة قتل الشيخ النهاري بن عيسى الأشعري شيخ بني الدريهم قتله أولاد علي بن العجمي بأبيهم وقتل معه الشيخ علي بن جهيض الأشعري أيضاً قتله جماعة من المالكيين في رجل قتل منهم قتله جماعة من عبيد الأشاعر.

وفي مدة إقامة السلطان في المحالب برز أمره العالي بكتب منشور بتنفيس القطيعة لأهل الضاحي ورغب للناس. وركب يوماً في عسكره المنصور إلى حدود حصن منائر فنهب العسكر أهل تلك الناحية نهباً شديداً وحرقوا بعض القرى. ورجع السلطان آخر يومه ذلك إلى المحالب. وكان مدة إقامته في المحالب شهراً وثلاثة أيام.

ثم رجع السلطان من المحالب إلى الأعمال السرددية. وكان دخوله بيت حسين يوم الجمعة الثاني والعشرين من جمادى الآخرة فأمسى بها ليلة واحدة وسار إلى المهجم فدخلها يوم الثالث والعشرين من الشهر المذكور فأقام فيها ثلاثة أيام وكتب للرعية منشوراً بتخفيف القطيعة وأضاف الجهة إلى الأمير بهاء الدين الشمسي ثم سار يريد زبيد فدخلها يوم الخميس الثامن والعشرين من الشهر في عسكر ضخم نحو من خمسمائة لابس ومن الرجل نحو من ثلاثة آلاف راجل وأمامه الخيل التي قبضها من العرب المفسدين وهي مائتان وستة وتسعون رأْساً وكان قد هلك منها شيءُ في الطريق فدخل مدينة زبيد في التاريخ المذكور دخولاً حسناً وكان يوماً مشهوداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>