للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر صاحب الكتاب الواصل من مكة المشرفة إنه وصلهم كتاب من المدينة الشريفة من بعض المجاورين بها إلى بعض المجاورين بمكة فذكر فيه إن نائب حلب بلغه إن الملك تمرلنك أرسل مقدمةً من عسكره ثلاثين ألفاً إلى الشام. سمع بهم نائب حلب فجهز عسكره ومن قدر عليه من عرب الشام بني مهنا وغيرهم ثم ساروا جميعاً إليهم فلما التقوا انهزم أصحاب تمرلنك وقتل منهم مقتلة عظيمة ورجعوا إليه مكسورين وأَرسل الله عليهم الفناء فهلك كثير منهم.

وفي هذا التاريخ وهو آخر سنة ست وتسعين وسبعمائة لم يصل إلينا علم برقوق ومن انضم إليه من جموع الشام والروم والعراق وغيرهم وسيأتي خبرهم إن شاءَ الله تعالى.

وفي يوم السبت الثاني والعشرين من رجب من هذه السنة توفي مولانا الملك الفائز ابن مولانا السلطان الملك الأشرف وهو أكبر أولاده وكان عاقلاً ذا أناة وسكينة رحمه الله تعالى ودفن عند والدته في التربة المذكورة وحضر دفنه كافة أهل زبيد على اختلاف حالاتهم وسائر العسكر وعقر على قبره عدة من ذوات الأربع. وكانت القراءة عليه سبعة أيام آخرها سلخ شهر رجب المذكور.

وفي يوم الاثنين غرة شعبان نزل السلطان النخل فأقام فيه كجاري عادته وفي يوم الخميس الحادي عشر من شعبان استمر القاضي وجيه الدين عبد الرحمن ابن محمد العلوي في شد الاستيفاء وشد الحلال ووقف شد الخاص مع القاضي عفيف الدين عبد الله بن محمد الجلاد.

وتقدم السلطان إلى البحر يوم السادس عشر. وتقدم القاضي شهاب الدين الوزير إلى زبيد يوم الأربعاء السابع عشر من الشهر المذكور فأقام فيها ثلاثة أيام ثم سافر آخر نهار الجمعة التاسع عشر إلى الجهات الشامية فكانت إقامته في المحالب فعمَّر الدار الذي هنالك وعمرت به الجهة بأَسرها.

وفي يوم العشرين طلع السلطان من البحر إلى النخل ثم طلع إلى زبيد يوم الحادي والعشرين وتقدم إلى تعز يوم الأربعاء الرابع والعشرين. وكان دخوله يوم

<<  <  ج: ص:  >  >>