للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي ليلة الرابع أو الخامس جرَّد الوزير عسكراً من المحالب لحصن منابر وأمرهم أن تكون محطتهم في قلعة حسن. فلما اصبح تبعهم في عسكر جيد من الخيل والرجل فأحاط بالحصن من سائر جهاته وحصره العسكر حصراً شديداً.

فلما كان يوم الثلاثاء أذعن أصحاب الحصن وبذلوا تسليمه وسألوا ذمة شاملة من الوزير فأَذم عليهم. فلما وصلوا إليه كساهم وأحسن إليهم فنزلوا بأولادهم ونسائهم وأثاثهم. وكان في الحصن طعام مشحون أرادوا أن ينزلوا به فاشتراه الوزير منهم وقبض الحصن ورتب فيه عسكراً يحفظونه.

وفي يوم الخميس الحادي عشر من شوال تقدم السلطان إلى الجوة فأقام هنالك إلى يوم الخميس الثامن عشر من شوال. ثم طلع الدملؤة يوم الجمعة التاسع عشر منه.

وفي أثناء إقامته في الجوة وصل العلم بان الجحافل أغاروا هنالك فخرج إليهم الأمير بدر الدين محمد بن زياد في العسكر السلطاني الذي نزل معه فقتل منهم جماعة حزمن رؤوسهم أربعة وأسر أربعة واستقلع خمس رؤوس من الخيل. وأقام السلطان في حدود الدملؤَة إلى آخر الشهر.

وفي آخر الشهر المذكور قتل علي بن القائد وأُسر أخوهُ عبد الله. وكان السبب في ذلك لما تقدم الوزير إلى المحالب لاستخراج الأموال بالجهات الشامية هرب جماعة من الصميين إلى بلد القائد بما عليهم من الواجبات السلطانية فكتب الوزير إلى أبي بكر القائد وأخيه علي ابن القائد أن يمنعوا من أَتاهم من رعية السلطان ولا يؤووهم. فلما وصل كتاب الوزير إليهم طرد أبو بكر من كان معه من الرعية المذكورين فآواهم على أخوه فكتب إليه الوزير يتوعده فأرسل إلى أخيه أبي بكر يعلمه إنه واصل إليه خائف من الوزير. ثم انتقل إلى ناحية أخيه فما أعلم أخوه أبو بكر حتى قد صار عليّ معه في القرية على حين غفلة فأَحاط هو وعسكره بدار أخيه أبي بكر وحالوا بينه وبين عسكره ثم هجم على أخيه فأخذه برقبته واستولى على بلاده وبلاد أخيه وكتب إلى الوزير يعلمه إنه قد أَخذ البلاد وأَن أخاه قد صار معه تحت الاعتقال فأمر الوزير أن

<<  <  ج: ص:  >  >>