للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

إن قاتله قتل يومئذ قتله عبيد المقتول علي بن عجلان. وكان قتله في ناحية الوادي من يوم السابع من شوال. والله أعلم. وفي يوم السبت السادس والعشرين من ذي القعدة المذكورة تقدم القاضي شهاب الدين الوزير من قرية المحالب يريد الباب الشريف السلطاني بما صحبته من أموال الخراج وغيرها وبما جمعه من التحف والهدايا. فكان دخوله زبيد يوم الخميس عشرة ذي الحجة وكان خروجه من زبيد بعد صلاة الجمعة من يوم الجمعة الثاني من الشهر المذكور. ودخل تعز يوم الاثنين الرابع من ذي الحجة. ووصل صحبته من الخيل والهدايا والتحف شيء كثير وكان عدة الخيل ثمانية وعشرين رأْساً فأَمر السلطان ولده مولانا الملك الناصر أَن يتلقاه في كافة العساكر فخرج في لقائه وخرج معه من الأمراء الأمير بهاء الدين الشمسي، والأمير بدر الدين محمد بن بهادر اللطيفي، والأمير بدر الدين محمد بن زياد. ووصل إلى الباب الشريف في كافة العسكر فقبله السلطان مقابلة رضية وكساه صيفية ملوكية. وصرف له بغلة بزنار ووهب له ألفي دينار.

وفي يوم السادس من ذي الحجة استمر القاضي الأجل مجد الدين محمد ابن يعقوب الشيرازي في القضاء الأكبر وكتب له منشور بذلك في أقطار المملكة اليمنية. وكان من الحفاظ المشهورين والعلماء المذكورين وهو احق الناس بقول أبي الطيب المتنبي حيث يقول

أديب رست للعلم في أرض صدره ... جبال جبال الأرض في جنبها قف

وفي هذا التاريخ وصل العماد يحيى بن علي السقيم وهو يومئذ أمير مدينة حيس بطير من الجوارح أمسكه المخابنة من ساحل حيس وفي رجله شكال من حرير فيه لوح من ذهب مكتوب فيه اسم صاحبه يقال إنه من طيور صاحب مصر أو لبعض أمرائها الكبار ففرح به السلطان وكسا الذي وصل به كسوة سنية. ولما انقضى عيد النحر عزم السلطان على الطلوع إلى المخلاف فأنفق على العسكر نفقة شهرين في آخر ذي الحجة وفي شهر محرم من سنة ثمان وتسعين.

وفي سنة ثمان وتسعين وسبعمائة وصل ولد السيري إلى الباب السلطاني فكساه السلطان وأنعم عليه وصرف له حصاناً اخضر وبغله وانصرف راجعاً إلى أبيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>