للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يوم الخميس السادس والعشرين. ثم تقدم إلى مدينة زبيد. فكان دخوله زبيد يوم الاثنين آخر يوم من صفر من السنة المذكورة في عسكر جرار. ورؤوس القتلى أمام العسكر المنصور. ولسان الحال ينشد

بلغنا ما نشاءُ من المرد ... وحزنا ما نريد من البلاد

وفلقنا رؤوساً عاصيات ... بأَسياف مهندة حداد

وصلنا صولةً يوم الشوافي ... فدانت عند صولتنا الأعادي

أتيناهم بكل اقب نهد ... شديد أسره سلس القياد

وفرسان كأسد الغاب بأْساً ... ورجل مثل منتشر الجراد

فزلزلنا الجبال وساكنيها ... وكادت أن تطير من البلاد

وقد ظلت سراة القوم صرعى ... يشق القواضب والصفاد

وكل مقوم لم يعص أمراً ... يشق إذا انبرى قلب الفؤاد

طغوا وسعوا فساداً فانتقمنا ... بحزب الله من حزب الفساد

فأضحت دورهم منهم خلاء ... بلاقع لا مجيب ولا منادي

أبحناها اغتصاباً ثم جدنا ... عليهم بالطريف وبالتلاد

وعدنا ظافرين إلى تعز ... على القب المطهمة الجياد

فقل لمحمد السيري عني ... إذا واجهته يوماً وناد

أفق من قبل أن يغشاك بأس ... وإن يلحق ثمود بقوم عاد

فإني يا محمد عن قريب ... إليك بعاديات الخيل غاد

وبالسمر المثقفة العوالي ... وبيض المشرفيات الحداد

وأبطال يرون الموت غنماً ... جلاد سيما يوم الجلاد

وشم من ذري عثان غر ... على غر محجلة جياد

وبالجيش الأجش وكل قرم ... طويل الباع مسترخي النجاد

وما زال الإله لنا معيناً ... وهادينا إلى سبل الرشاد

أنا الملك الممهد ذو المعالي ... سليل الأفضل الملك الجواد

<<  <  ج: ص:  >  >>