للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الملك الرسولي اليماني ... هزبر الملك وكاّف الأيادي

كريم الفرع زاكي الأصل لا من ... قالاوون ولا من آل شاد

أجود بكل ما ملكت يميني ... ولا يغني طريفي عن تلادي

وتعنوا لي القبائل في ذراها ... ولو كانت على السبع الشداد

وتخدمني ملوك الأرض طرّاً ... وسل من شئت من قار وباد

ولما دخل السلطان زبيد في التاريخ المذكور سكنها واستوطنها واخترع فيها القصور العجيبة. والمنازل الرحيبة. وفي يوم الأحد السابع والعشرين من صفر المذكور توفي الفقيه الإمام العلامة موفق الدين علي بن عبد الله الشاوري الفقيه الشافعي. وكان أحد من تدور عليه الفتيا في زبيد تفقه بالفقيه إسحاق ابن أحمد بن زكريا وبالفقيه جمال الدين الريمي وتفقه به عدة من أهل زبيد وكان باذلاً نفسه للطلبة رحمه الله.

وفي يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأَول تقدم السلطان إلى النخيل وباشر الأرض التي اشتراها من ورثة الفقيه جمال الدين الريمي وغيرهم في ناحية التحيتاء وهي التي تسمى سرياقوس الأسفل ورجع آخر يومه إلى مدينة زبيد. وفي يوم الثالث والعشرين من شهر ربيع المذكور كان ابتداءُ عمارة المتجر بزبيد المحروس على يد القاضي سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن سالم وفي شهر ربيع الآخر تقدم السلطان إلى سرياقوس الأعلى واصطاد من هنالك ورجع إلى محروسة زبيد. وفي اليوم الخامس من جمادى الأولى أرسل السلطان بهدية سنية إلى الديار المصرية صحبة القاضي برهان الدين إبراهيم بن عمر المحلى وذلك في مقابلة ما وصل من هدية السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق.

وفي هذا التاريخ توفي الفقيه شرف الدين أبو القاسم بن الحضرمي. وكان يومئذ ملتزم الوادي زبيد. وكانت له مكانة عند السلطان فسار بالناس سيرةً صعبةً. وغير على الرعية كثيراً مما يعتادونه ونفع آخرين. وكان سبب موته انه خرج يباشر في شريج أبيرة ومعه جماعة من المساح والذراع وغيرهم. فلما انقضى النهار

<<  <  ج: ص:  >  >>