المذكورة. وتوفي ابن عمه محمد بن يوسف سنة خمس وعشرين وستمائة والله أعلم. وأما جده إبراهيم بن عبد الله بن محمد ابن زكريا. فكان فقيهاً عالماً محققاً مدققاً ورعاً زاهداً. تفقه بابيه عبد الله ابن محمد ثم بالظوري. وتفقه به جمع كثير من التهائم والجبال وهو أكثر الفقهاء المتأخرين أصحاباً حتى نقل الثقة عن الفقه إسماعيل بن محمد الحضرمي أنه قال لبني زكريا على غالب فقهاء اليمن منة او كما قال فإن غالب طرقهم في الكتب المسموعة عليهم. وانتشر عنه الفقه في اليمن انتشاراً متسعاً فمن أعيان تلامذة الفقه إبراهيم بن عبد الله المذكور موسى بن علي بن عجبل وعبد الله بن عجمان وعلي ابن قاسم الحلمي وعلي بن أبي قاسم
ومحمد بن يوسف بن عبد الله بن يوسف بن زكريا وغيرهم. وكان ورده في كل يوم سبعاً من القرآن واقتدى به في ذلك جمع كثير من أصحابه وكانت وفاته في سنة سبع وستمائة والله أعلم.
وفي سنة ٦٤٢ تسلم السلطان نور الدين حصن سمُاة في بلاد خولان. وفي ذلك يقول التاج بن العطار المصري وكان شاعر الملك المنصور رحمة الله عليه
ما سماءُ الدنيا على ابن علي ... ببعيد فكيف أرض سماؤه
ملكُ يومه لفتح مبين ... في الأعادي وليله للتلاوه
واستولى على بلاد علوان الجخدريّ وطرده إلى بلاد الخولان الشامية. واستولى على جميع اليمن الأعلى والأسفل ما خلا ذمرمر وبيت ردم وثلا وتلمص وظفار وكهلان بن تاج الدين والطويلة.
وفي هذه السنة توفي الفقه الصالح عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن زكريا وكان فقيهاً ماهراً في التدريس وهو المشار إليه في العلم والفضل والزهد ولما توفي في التاريخ المذكور خلفه ابن عمه محمد بن عمر بن يحيى بن زكريا. وكان فقيهاً فاضلاً وخطيباً كاملاً ولي خطابة زبيد سنتين وتوفي فيها السنة المذكورة والله أعلم. وفي سنة ثلاث وربعين توفي الفقيه المقرئ أبو بكر بن اسعد بن حسين. وكان فقيهاً صالحاً مقرباً حسن الصوت بقراءة القرآن فبلغ السلطان نور الدين خبره فاستدعاه في شهر رمضان ليشفع به فشفع به ليلتين أو ثلاث ليال. ثم مرض فلما اشتد به المرض عاد إلى بلده فتوفي بها في السنة المذكورة والله أعلم. ثم مرض أربع وأربعين توفي الفقيه العالم الإمام الفاضل القاضي أبو الخطاب عمر بن أبي بكر بن عبد الله ابن قيس بن أبي القاسم بن أبي الأعز النحوي اليافعي المعروف بالهزاز. وكان فقيهاً