صالحاً وهو أحد القضاة المتورعين تفقه باه له اسمه عبد الله غاب عني تاريخه. ولما امتحن القاضي المذكور بقضاء تعز سار فيه السيرة المرضية. فكان إذا مات أحد وله أولاد صغار أمر من يجهزه ويقضي دينه فإذا فضل شيء من تركته أمر المؤذن أن يصيح على سطح جامع المعزية المشرف على السوق إلا أن فلان بن فلان توفي إلى رحمة الله تعالى. وخلف من المال كذا وكذا ومن العيال كذا وكذا ومن الدين كذا وكذا فقضي الدين وبقي العيال كذا وكذا فقدر لهم الحاكم في كل شهر كذا وكذا. ثم إذا انفق عليهم في كل شهر أمر المنادي ينادي إلا أن اليتيم فلان بن فلان قد صرف من ماله كذا وكذا. وكان الناس يعرفون أموال الأيتام ومع من هي وما تصرف منها في كل شهر وما بقي لكل يتيم. وهذا أمر لم يسبقه إليه أحد من القضاة ولا لحقه فيه أحد وأصابه في آخر عمره الفالج. فلذلك قيل له الهزاز ولم يزل على القضاء المرضي إلى أن توفي في تعز ليلة الخميس لثمان بقين من شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة. وكان ميلاده لبضع وستين وخمسمائة. واصل بلده العقيرة. ولما توفي في التاريخ المذكور قبر عند حول مجير الدين عند مرتاع البقر في سوق مدينة تعز. وكان له أخ يسمى يوسف كان فقيهاً أيضاً توفي قبله بثمانية أيام. وأما مجير الدين فكان اسمه كافور التقي. وهو أحد خدام سيف الإسلام الملك العزيز طغتكين بن أيوب وكان يتعانى القراءة ومحبة أهلها وكان يحب العلماء ويحسن الظن بهم. وله اشتغال بطلب العلم الشريف وكان شيخاً في الحديث. وقد روي عنه جماعة من الفقهاء. وهو الذي ابتنى المدرسة المعروفة بالمجيرية في مدينة تعز هنالك تزار ويتبرك بالدعاء عنده. ولم اقف على تاريخ وفاته رحمه الله تعالى.