وفي سنة ٦٤٥ استولى السلطان نور الدين على بلد العوادر وحصونهم. وبلغه عن الأمير أسد الدين بن أخيه أمور مستحسنة. فاستدعاه إلى جوَّة فاتاه. فلما صار أسد الدين في الجوَّة تخوف من عمه خوفاً شديداً فرجع هارباً. فلما بلغ السحول وجد الأمر قد شيع إلى الأمير ناجي صاحب السحول أن يمنع أسد الدين من طلوع النقيل فاشرف عليه ناجي من طاقة بيته وقال له: ارجع إلى عمك فلا سبيل لك إلى النقيل. وكان ناجي المذكور من نصحاء الدولة المنصورية فتحير الأمير أسد الدين وضاق ذرعاً وخشي من غائلة عمه. وكان الأمير أسد الدين يصحب الورد بن ناجي فطلبه وأعمله بما هو فيه من الأمر وأنه خائف من عمه فسلك به الورد بن ناجي طريق القفر ووصل به إلى ذمار من طريق وصاب. وكان دخوله ذمار في أول سنة ست وأربعين وستمائة.
وفي هذه السنة أعني سنة خمس وأربعين. توفي الفقيه الصالح يحيى بن فضل بن سعيد بن حمير بن جعفر بن أبي سالم المليكي. وكان مولده ليلة الاثنين لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة خمس وثمانين وخمسمائة. وكان يتفقه بابيه وغيره وفتح له في العلم فارتقى فيه إلى درجة عالية وحاز منه نصيباً وافراً حتى قال الفقيه عمر بن سعيد العقيبي من العلماء المبرزين توفي ليلة الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة. وتوفي الفقيه الإمام العالم أبو محمد علي بن عبد الله بن الفقيه بأخيه أحمد وبالفقيه إسماعيل الحضرمي. وأخذ عن ابن عمه يحيى بن عمر بن عثمان بن الفقيه محمد ابن حميد. وعن علي بن أبي بكر بن الفقيه محمد بن حميد وتفقه بن جماعة من أهل تعز وولي قضاء تعز. فكان ذا سيرة مرضية إلى أن توفي يوم الجمعة عيد الفطر من السنة المذكورة والله أعلم.