للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فأكرمه السلطان إكراماً حسناً وكساه كسوة سنية وقاد له رأساً من جياد الخيل كامل العدة والآلة. ووهب له أربعة آلاف درهم وآنسه من نفسه أنساً تاماً. وكان يحضر مجلس التشفيع في كل ليلة من شهر رمضان أسوة الجماعة المندوبين لذلك. وكان اسمه كوجر شاه بن طغرخان بن فيروزشاه سلطان الهند. وكان لفيروزشاه المذكور عدة أولاد. فلما توفي ولي الملك منهم طغرخان والد هذا الولد المذكور فأقام طغرخان في الملك أياماً ثم نازعه أحد اخوته وقتله وقتل عدة من أولاده واستولى على الملك. وكان هذا الولد يومئذ صغيراً ولم يعلم به عمه فلما شب خشي على نفسه فخرج من الهند وأعمالها إلى اليمن.

وفي أثناء شهر رمضان المذكور وصل الملك الفائز ابن السلطان الملك المظفر. صاحب ظفار الحبوضي مستوفدا للصدقات السلطانية.

وفي يوم الثاني والعشرين انفصل شهاب الدين أحمد بن علي بن الشمسي من الجثة. ووصل الوزير من الجهات الشامية بنحو من ستين رأساً من خيول العرب في جملتها حصان اصفر كان صاحبه يسميه بريم الجهة.

وفي يوم الثاني والعشرين من شهر رمضان خرج جماعة في طريق النخل فنهبوا المتخلفين في الطريق من زبيد إلى النخل. فلما اصبح الصبح قصوا أثرهم فسار بهم الأثر إلى قرية الحجوف. فألزم أهل القرية إحضار الخصوم فما زال أهل القرية يبحثون حتى دخلوا موضعاً وجوا فيه جماعة من الرجال يظهرون انهم من الفقراء يظلون يطلبون الناس فإذا جن الليل انتشروا في المواضع وفيهم من يقصد السرقة وفيهم من يقصد الطرق للنهب ففتشوا مساكنهم فوجدوا فيها عدة من الثياب الفاخرة. ووجدوا معهم طعاماً مصنوعاً مهيئاً للأَكل فظهر للناس أنهم لا يصومون وانهم يتزيون بزي الفقراء أهل الفاقة وأفعالهم كلها غير مستحسنة فأخذوا أمر السلطان بتلفهم.

وفي شهر رمضان من هذه السنة سمع السلطان صحيح البخاري من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم على القاضي مجد الدين يومئذ وكان ذا سند عال من

<<  <  ج: ص:  >  >>