للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

أبيات حسين ووصل ببغلين ونعامة وزرافتين وأسد صغير وحمار وحش وعشر رؤوسٍ من الإبل الصهب وعشر جوار حسان. وعشرة عبيد يحملون السلاح فوهب له السلطان ثلاثة آلاف دينار وكساه كسوة فاخرة وشيخه في بلاده وسمح له في خراجها عمن تقدمها وشفعه في عدة مشايخ العرب كانوا معتقلين فأطلقوا.

وفي شهر صفر وصلت الهدية من الديار المصرية إلى ساحل الحردة فلما وصل العلم بذلك إلى السلطان نزل إلى زبيد فكان دخوله زبيد يوم الاثنين الرابع عشر من شهر صفر. فلما استقر في زبيد ارسل الطواشي جمال الدين جميلاً بثلاثمائة رجل إلى ساحل الحردة وجرد معه السلطان قطعةً من العسكر يسيرون صحبة الهدية المذكورة.

فكان وصول الهدية إلى زبيد يوم الخميس الرابع والعشرين من شهر صفر المذكور وكانت هدية جليلة فيها من المماليك نحو من ثلاثين تركياً ومن جياد الخيل اثنا عشر رأْساً بسروج مغرقة وآلة حسنة وعدة جوار من الروميات والأرمنيات وطبيب ماهر من يهود مصر. ومن الملبوس والمشموم والمطعوم شيءُ كثير لا يدخل تحت الحصر ووصل في الهدية ولد القاضي شهاب الدين أحمد بن إبراهيم المحلي. وكان يوم وصول الهدية يوماً مشهوداً.

وفي يوم الأربعاء سلخ شهر صفر أرسل الأمير سيف الدين سنجر صاحب القحمة جماعة من المعازبة فيهم إبراهيم بن كليب وكان من أعيان المعازبة فراسة ورياسة وآخر يقال له الكران فأَمر السلطان بقتلهم فضربت أعناقهم صبراً. وقتل معهم رجل من الأهمول يقال له ناخس يقال انه الذي قتل الأمير محمد بن سيف الدين صاحب موزع وقد تقدم تاريخ يوم قتله.

وفي شهر ربيع الأول تقدم السلطان إلى سرياقوس فاصطاد من هنالك ورجع آخر يومه ذلك وهو العاشر من الشهر المذكور.

وفي اليوم الثاني عشر منه نفق الحصان المسمى صعوداً فأسف عليه السلطان وأمر بتكنيفه وحفر له في ناحية المناخ من زبيد وقبر هنالك.

<<  <  ج: ص:  >  >>