للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

الشهر المذكور وكان أكمل الموجودين بعد المتوفى إلى رحمة الله تعالى. وفي هلال ذي الحجة وقع على حجاج اليمن سموم عظيم في ناحية يلملم فهلك منهم طائفة عظيمة في يوم واحد يقال إن الذين هلكوا في ذلك اليوم أكثر من ألف وخمسمائة إنسان والله أعلم. وفي هذا الشهر المذكور أمر السلطان بعمارة الزيادة في الدار السلطاني بزبيد وهو القصر اليماني الذي هو قبالة مدرسة الميلين إلى ما يوازيها من الغرب. وفي يوم الثامن والعشرين من ذي الحجة حرقت قرية القرشية حريقاً عظيماً ولم يسلم منها إلا القليل من القرية السفلى. وفي سلخ الشهر المذكور وصلت هدية من الديار المصرية صحبة الحاج أحمد الخفاني.

وفي أول سنة إحدى وثمانمائة أَغار المعازبة على قرية فشال فقتل منهم حشيبر بن علي بن حشيبر وأخذ فرسه وكان الذي قتله ولد الشريف داود بن مطهر. وفي يوم الخامس من الشهر المذكور أَغار الشريف والقرشيون على بلد المعازبة فقتلوا منهم ثلاثة أنفار وأُخذت رؤوسهم وحملت إلى زبيد ثم أغار المعازبة على أهل المخيريف بعد ذلك فقتل منهم جماعة اجتز منهم ثمانية نفر ودخلوا برؤوسهم إلى زبيد ثم جمعوا جمعاً آخر وأَغاروا على المخيريف أيضاً يوم العاشر من صفر فقتل من المعازبة نحو من ثلاثين رجلاً. وفي يوم الثالث عشر من شهر صفر خرج السلطان من تعز إلى زبيد وكان خروجه يوم الخميس عند طلوع الشمس فدخل المدينة حيس بين المغرب والعشاء من ليلة الجمعة ثم سرى فدخل زبيد عند طلوع الفجر من يوم الجمعة الرابع عشر من صفر المذكور. وفي يوم الاثنين السابع عشر من صفر المذكور وصل نحمل الحج وقافلة الحجاج وهدية من الديار المصرية. وركب السلطان في طلب الصيد نحو النخل يوم الرابع والعشرين من الشهر المذكور ورجع آخر يومه ثم تقدم إلى سرياقوس يوم الخميس السابع والعشرين من الشهر المذكور. فأقام هنالك يوم الخميس ويوم الجمعة ورجع إلى زبيد يوم السبت التاسع والعشرين. وفي ذلك النهار كسفت الشمس واتصل العلم إن صاحب أبين قتل جماعة من بني إبراهيم نحواً من عشرين شيخاً وقبض بيوتهم وخيولهم ولذلك ثارت فتنة شديدة بسبب قتلهم وكان الساعي في قتلهم الأمير شجاع الدين عمر بن قراجا.

<<  <  ج: ص:  >  >>