للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شهر ربيع الأول ضرب الأرز من أملاك السلطان بوادي زبيد فوصلت الزفة الأولى يوم النصف منه مائتان وثمانون حملاً.

ووصلت الزفة الثانية يوم الحادي والعشرين وهي نحو من الأولى ووصلت الزفة الثالثة يوم السادس والعشرين وهي دون التي قبلها بكثير.

وفي يوم الخامس والعشرين من الشهر المذكور تقدم الأمير فخر الدين أبو بكر بهادر السنبلي إلى أبين.

وفي شهر ربيع الآخر أوقع الأمير بدر الدين محمد بن بهادر السنبلي بالعرب المفسدين في الجهات السرددية فقتل منهم جماعة ووصلت رؤوسهم إلى زبيد يوم السادس عشر من الشهر المذكور خمسة وعشرون رأساً ومن خيلهم سبعة عشر رأساً.

وفي هذا التاريخ توفيت امرأة في زبيد كانت قد حجت وجاورت في الحرمين نحواً من سبع سنين.

ووصلت في هذه السنة إلى زبيد مع قافلة الحجاج فأقامت أياماً وتوفيت هي وجاريتها في يوم واحد فلما كان يوم الجمعة ثاني شهر جمادى الأولى أصبحت الدعامة التي بنيت على قبر المرأَة تهتز اهتزازاً شديداً من غير محرك يحركها فخرج معظم الناس لمشاهدة ذلك وشاع خبرها في المدينة فخرج النساء والرجال ينظرون ذلك وكثر ازدحام الناس عندها فركب الأمير صاحب زبيد وأمر بهدم الدعامة فهدمت في يومها ذلك ومنع الناس من الخروج والوصول إليهما ثم أشار بعض الناس ببنائه صندوقاً وبنى عليه عريش فلما كان يوم الجمعة أصبح القبر يهتز كما كان في الجمعة الأولى يميل يميناً وشمالاَ فخرج أهل المدينة ولم يبق أحد من الأمراء وأكابر الناس إلا خرج لمشاهدته فاتصل علم ذلك إلى السلطان فلما كان وقت صلاة الجمعة ركب السلطان إلى الجامع في حاشيته وخدمه من المماليك والأمراء وسائر الرجال حتى وقف على قبرها ورآه وهو يميل يميناً وشمالاً فوقف عنده ساعة ثم رجع إلى الدار وكنت ممن حضر التربة المذكورة ورأَى ما هنالك عياناً لا تقليداً.

<<  <  ج: ص:  >  >>