والمشموم شيءُ كثير وسار معها جماعة من التجار بأَموالهم فعظم ذلك في عين الأمير وجزل عنده وربما حسن له ذلك بعض بطانته فاستولى على الخزانة بأَسرها وعلى من سار معها وسار بها نحو جبل سورق يريد طلوعه فلم يتفق له ذلك فقصد حصن سناج ووقف فيما بين بلد زبيد والعربيين وكان قد أضاف إليه السلطان طائفة من الحصون ورتب فيها ثقاته ونوابه فلما وصل علمه إلى السلطان بما كان منه أرسل السلطان الطواشي جمال الدين مرجان لقبض حصن ريسان أحد حصون المداد وهو أحد الحصون المنيعة وكان فيه نائب لابن زياد فلما وصل الطواشي إلى الحصن المذكور طلب نائب ابن زياد فلما وصل إليه أوقفه على أمر السلطان بقبض الحصن فأطاع وسلم الحصن إلى الطواشي فقبضه الطواشي من نائب ابن زياد فطلعه ورتب فيه ثقاته.
فلما استقر فيه الطواشي وصلت كتب بن زياد إلى نائبه يأمره بحفظ الحصن وأن لا يمكنه أَحداً فندم النائب على تفريطه في الحصن وكتب إلى ابن زياد يعلمه بذلك إنه لم يصل كتابه إلا وقد وصل الطواشي مرجان بأَمر شريف انه يقبض الحصن فقبض الحصن ونزلت منه ولو سبق كتابك ما مكنته ولا كنت أمكن أحداً غيرك والسلام. ثم إن الطواشي مرجان شحن الحصن بالطعام والماءِ والحطب وأَمر علي النقيب الذي كان فيه بالتقدم إلى باب السلطان فتقدم إلى السلطان ووقف الطواشي في الحصن يعمره ويشحنه.
وفي يوم الاثنين الخامس من صفر وصلت هدية من الديار المصرية أرسلها السلطان الملك الظاهر برقوق قبل وفاته وكان وصولها في التاريخ المذكور ووصل الأمير بدر الدين محمد بن بهادر السنبلي بخزانة من الجهات الشامية وكان وصوله يوم الجمعة التاسع من صفر المذكور.
وفي يوم الاثنين الثاني عشر من شهر صفر وصل الطواشي جمال الدين ظريف الدويدار من الجهات التعزية ووصل صحبته عسكر من صاحب بعدان وتقدم السلطان إلى تعز يوم الاثنين التاسع عشر من صفر وكان دخوله تعز يوم الأحد الخامس والعشرين من الشهر المذكور ووصل إلى الأمير بدر الدين محمد بن بهادر اللطيفي.