كبيراً وقد خرج من جحره فأكل من الجراد شيئاً كثيراً حتى إنه عجز عن المسير إلى جحره فوقف في موضعه ذلك فوقع عليه الجراد حتى غشيه من كل ناحية ثم أكله الجراد ولم يترك منه شيئاً قال وأخبرني بعض الثقات من أهل الحاجزية وهي بحاءٍ مفتوحة وألف وجيم مكسورة بعدها زاي إنه رأى ديكا وقد انتشر الجراد في موضعه ذلك فالتقط ذلك الديك من الجراد شيئاً كثيراً وأكله حتى انتهى ثم وقع عليه الجراد فأكله جميعه ولم يترك منه إلا الريش وكان ظهور الجراد في آخر شوال من السنة المذكورة وأقام إلى آخرها.
وأخبرني الفقيه علي بن محمد الناشري قال أخبرني بعض المسافرين في البحر إنه وقع في بلاد السودان زلزلة عظيمة أقامت أياماً متوالية دون العشر انهدمت فيها عدة مواضع وجبال كثيرة ثم حصل في ناحية منها نار عظيمة لها دخان عظيم وهربت الناس من ذلك الموضع وأقامت النار أياماً والدخان متراكم ثم تجسم ذلك الدخان وصار خيالاً في ذلك الموضع ولم يعهد قبل ذلك هنالك شيءُ من الخيال وكان هذا كله في أثناء النصف الأخير من السنة المذكورة والله أعلم.
وفي أول سنة ثلاث وثمانمائة استمر القاضي رضي الدين أبو بكر بن القاضي شهاب الدين أحمد بن عمر بن معيبد ناظراً في الثغر المحروس بعدن عوضاً عن القاضي جمال الدين محمد بن عمر الشتيري واستمر الأمير سيف الدين قيسون أميراً بها عوضاً عن الأمير فخر الدين أبي بكر بن بهادر العدني.
وفي عاشر المحرم توفي الفقيه نور الدين إسماعيل بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أحمد بن أبي الخير وكان شاباً حديث السن محبباً قد ظهرت عليه إمارات الفلاح وكان ذكياً مجتهداً في طلب العلم رحمه الله تعالى.
وفي سلخ المحرم وصل الجمال محمد بن عمر بن شكيل من الجهات الشامية إلى باب السلطان بزبيد وحصل على السلطان وعك شديد في التاريخ المذكور وقلق الناس من أجله قلقاً شديداً ثم منَّ الله عليه بعافيته وركب من الدار السلطاني بزبيد إلى دار السرور يوم الجمعة ثاني عشر صفر فأقام فيه أياماً.