بيوت الناس وتتابع سيل الوادي زبيد ليلاً ونهاراً وسائر الأودية وربنا بلغ بعضها البحر وأتلف ثمرة النخل إتلافاً شديداً وصلى الناس الجمعة في ذلك النهار بالاجتهاد وبعضهم صلى الظهر مجتهداً أيضاً وعد الحاضرون يومئذ في جامع زبيد بضعاً وثلاثين فلذلك صلى الظهر جماعة منهم ثم بعد ساعة جاوزوا الأربعين فصلوا الجمعة من غير دلالة على بقاء الوقت الحقيقي ووافق ذلك اليوم من السنة الرومية سادس عشر تموز والله أعلم.
وطلع السلطان من النخل إلى زبيد يوم الثامن من ذي الحجة وطلعَ الصندوق وارتفع رسم النخل يوم التاسع وتوارت الأمطار والسيول في قطر اليمن واتصلت الأودية بالبحر بعد أن استغنى الناس عنها وكانت سنة خصيبة كثيرة الخيرات بحمد الله تعالى.
وفي النصف الأخير من ذي الحجة المذكورة ظهر ولد لمولانا الملك الناصر أحمد ابن مولانا السلطان الملك الأشرف وهو المسمى يوسف.
وفي ليلة الخميس الحادي والعشرين من الشهر المذكور دفع الوادي زبيد دفعة عظيمة حتى قال طائفة من الناس لم يعهد مثلها أبداً وأخرب العقم الكبير المجاهدي وأخذ طائفة من محل طرقؤة وطائفة من محل حريرة وخف الماء في آخر ليلته تلك بحمد الله تعالى.
وفي يوم السبت سلخ شهر ذي الحجة توفي الفقيه سراج الدين عبد اللطيف بن أبي بكر الشرجي الفقيه الحنفي النحوي وكان شيخ نحاة اليمن في عصره رحمه الله تعالى.
وفي هذه السنة المذكورة ظهر جواد عظيم في زبيد ونواحيها وأتلف كثيراً من الزروع والثمار والأشجار.
قال علي بن الحسن الخزرجي اخبرني الأمير نجم الدين محمد بن إبراهيم الشرف المتولي زبيد يومئذ قال اخبرني الفقيه تقي الدين عمر بن أحمد بن عبد الواحد.
قال اخبرني بعض الرعية الثقات من أهل حارة وادي زبيد انه رأى حنشاً