وفي يوم الحادي والعشرين توفي الفقيه أحمد بن القاضي علي بن سالم عن سن عالية وكان من الأخيار رحمه الله تعالى.
وفي يوم الثالث والعشرين من شوال احترق الحرم بمكة شرفها الله تعالى وكان سببه إن رجلاً من المجاورين يسكن في رباط العجم عند باب عزورة أطفأَ مصباحه عندما أراد أن ينام ففلت من الذبالة شيء من النار ووقع على شيء فاحترق ذلك الشيء فاحترق الموضع فلحقت النار سقف الرباط فاحترق ثم لحقت النار سقف الحرم فاحترق السقف والأساطين وكان حريقاً عظيماً لم يعهد مثله وأقامت النار في الحرم نحو من عشرين يوماً والناس في كل يوم يطفونها ولا تكاد تنطفي.
وفي أول ذي القعدة استمر الأمير بدر الدين محمد بن بهادر السنبلي في القحمة ومقدماً في فشال وانفصل ابن اللطيفي عن القحمة.
وفي يوم السادس من ذي القعدة خرج رجل من باب النخل في محارة وكان محيراً بأَمر الأمير فلما صار في الباب أراد البوابون أن يختبروا ما في المحارة فضربوا عليها بالحديد فتوجع الرجل وأَنَّ فلزموا الجمل وأبركوه واخرجوا الرجل من المحارة وتقدموا به إلى الأمير فحبسه وحبس الجمال الذي ساق به الجمل ولما أَصبح في اليوم الثاني كحلهما معاً. وفي السابع من الشهر المذكور توفي الفقيه برهان الدين إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن أحمد بن أبي الخير وهو آخر من كان في بني أبي الخير من الفقهاء في ذلك العصر.
وفي الخامس عشر من الشهر المذكور تقدم الأمير بدر الدين محمد بن بهادر السنبلي إلى قرية فشال وأصلحت المعازية على يده والتزموا بأداء الخيل وأمنت الطرق وسار الناس فيها آمنين.
وأمر السلطان بطلوع ابن زياد إلى حصن تعز فسجن فيه هو وأصحابه. وفي ليلة الجمعة الرابع والعشرين من الشهر المذكور وقع مطر في مدينة زبيد ونواحيها من بعد طلوع الشمس إلى أذان العصر وتشعثت في المدينة بيوت كثيرة من