وفي يوم الاثنين العاشر حصلت رجفة شديدة. واخبرني الفقيه تقي الدين عمر بن أحمد بن عبد الواحد قال بينما أنا وجماعة من الرعية في رأس الوادي زبيد وقت الضحى الأول إذ حصلت رجفة شديدة وكان أحد عمالة النخل حينئذ علي نخلة عندنا هنالك فكادت النخلة تسقط بالعامل.
وكان قد انقض نجم قبل ذلك بساعة من ناحية المغرب إلى المشرق فوقع بين جبلين هنالك فاشتعلت النار حينئذ موضعه ثم حصلت الرجفة بعده بقليل.
وفي يوم الجمعة الثامن والعشرين من شعبان المذكور توفي ولد السلطان المسمى علي في مدينة زبيد وقبر في التربة المعتبية.
وفي يوم العاشر من رمضان وصل الأمير بدر الدين محمد بن بهادر السنبلي من الجبل في عسكر جيد من الخيل والرجل.
وفي هذه السنة صام أهل زبيد شهر رمضان بالاثنين وصامه أهل المهجم بالأحد عن رؤية حكوها في كتبهم الواصلة إلى زبيد.
وفي الخامس عشر من رمضان أمر السلطان ان تمنع النساء من اتباع الجنائز والنياحة على من مات وان لا يفرش على أحد من النساء ولا من البنات البتة.
وفي اليوم التاسع عشر من رمضان استمر القاضي موفق الدين علي بن أبي بكر الناشري نائباً في القضاءِ الأكبر بأَمر السلطان.
وكان القاضي مجد الدين قد سفر قاصداً للحج في غرة شهر رمضان إلى مكة المشرفة وصام أهل زبيد هذه السنة تسعة وعشرين وأفطروا عن رؤَية.
وفي يوم الخميس ثالث شهر شوال سخط السلطان على الأمير بدر الدين محمد بن زياد الكاملي فقبض دوابه وغلمانه وأودعه حبس زبيد.
وفي يوم الخميس ثالث الشهر المذكور نزل السلطان النخل وتقدم الأمير بهاء الدين الشمسي يوم العاشر من شوال إلى بلاده حرض وتقدم السلطان إلى البحر في التاريخ المذكور فأقام أياماً ورجع إلى النخل يوم الثالث عشر فكانت إقامته في النخل المسمى بالهاروني.