حروب كثيرة ورجع السلطان إلى صنعاء فدخلها يوم الجمعة الثاني من شهر رمضان من السنة ٦٤٦ المذكورة.
ثم جهز السلطان ابن أخيه أسد الدين إلى بلاد هذاذ في السابع والعشرين من شهر رمضان. فاستولى علي مصنعة بني خوَّال فقتلهم في شوال وقتل أهل علاَّنة في ذي القعدة واخرب ستارة في آخر ذي القعدة. وخرج العسكر المصوريُّ من صنعاء إلى عَتمان فقتلوا جماعة من أهل عتمان في ذي القعدة أيضاً. ورجع الأمير أسد الدين إلى صنعاءَ فأقام بها أياماً. وخرج السلطان نور الدين من صنعاءَ إلى بلد بني شهاب في اليوم التاسع والعشرين من ذي الحجة. فحط في الحقل غربي صنعاءَ وأمر العسكر فأخربوا زروع حدة وسباع ووقع هنالك.
وفي هذه السنة ٦٤٦ المذكورة عزل السلطان نور الدين الأمير فخر الدين السلاخ عن مكة وأعمالها وأَمّر المسبب عوضه بعد أن أَلزم نفسه مالاً يؤديه من الحجاز بعد كفاية الجند وقود مائة فرس في كل سنة. فتقدم إلى مكة بمرسوم السلطان فدخلها وخرج عنها الأمير فخر الدين السلاخ فأقام ابن المسبب أميراً بمكة ست وأربعين والتي بعدها فغير في هذه المدة جميع الخير الذي وضعه السلطان نور الدين وأَعاد الجبايات والمكوس بمكة وقلع المربعة التي كانت للسلطان كتبها وجعلها على زمزم واستولى على الصدقة التي كانت تصل من اليمن وأخذ من المجد بن أبي القاسم المال الذي كان تحت يده لمولانا السلطان الملك المظفر وبني حصناً بنخلة يُسمى العطشان واستحلف هذيلاً لنفسه ومنع الجند النفقة فتفرقوا عنه ومكر مكراً فمكر الله به.
ولما تحقق الشريف أبو سعد منه الخلاف على السلطان وثب عليه وأخذ ما كان معه من خيل ومماليك وقيده وأحضر أعيان أهل الحرم وقال: ما لزمته إلا لتحققي خلافه على مولانا السلطان فعلمت أنه أراد أن يهرب بالمال الذي معه إلى العراق وأنا غلام مولانا السلطان والمال عندي محفوظ والخيل والعدد إلى أن يصل إليّ