بالخلقة والصورة. فبينا أن أتعجب منه ومنهن إذ به قد غاب عنهن وظني أنه نزل في الأرض فحين فقدته الحمام أخذت في التفرق. فقال الفقيه أنا الطائر والحمام أصحابي.؟ ثم قال استعدوا للموت وأوصى ولم تطل مدته بعد لك فتوفي بعد أيام قلائل. وكانت وفاته يوم الخميس عاشر شهر ربيع الأول من السنة المذكورة رحمه الله تعالى.
وفي سنة ٦٤٧ نهض السلطان نور الدين من محطته بالحقل إلى مخلاف صداء. فأخرب زرعه وتقدم إلى بيت نعامة وفيه الشرفاءِ وعسكرهم وبنو شهاب وبنو الراعي وأهل حضور إلى قرية داعر. فحاربهم السلطان هنالك وقتل جماعة منهم وأخرب القرية. وذلك في المحرم من السنة المذكورة. ولما كان يوم السابع عشر من المحرم المذكور طلع عسكر الإمام أحمد بن الحسين حصن كوكبان على حين غفلة من أهله. فلما استقلوا في رأسه خرج عليهم المرتبون فقتلوهم أبرح القتل. وكان الإمام قد أغار بكرة ذلك اليوم إلى كوكبان ووقف تحت الحصن فلما قتل عسكره عاد إلى حصن ثلاَّ من فوره وعاد مولانا السلطان نور الدين إلى صنعاء فأقام بها إلى يوم الثاني عشر من شهر صفر. ووصل إليه الأمير أحمد بن يحيى بن حمزة فخرج إلى لقائه فأكرمه ودخل به صنعاء وأنعم عليه بحصن تكريم.
تم تقدم السلطان إلى جهة اليمن فحط في قرة العين يوم الثلاثاء الثالث من شهر ربيع الأول وجعل طريقة على ينعم لقتال من فيها. وكان فيها الأمير عز الدين محمد بن الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزة والأمير أبو هاشم بن صفي الدين. فحاربهم العسكر المنصور وقتل من عسكرهم جماعة. ثم تقدم السلطان إلى جهران ومعه الأمير أسد الدين محمد ابن الحسن بن علي بن رسول مشيعاً لهُ. فاجتمع أهل بكيل وأهل غابين وأهل الصبح وأهل تلك النواحي وعسكر الإمام. ومقدمهم الشريف الضياء وكانوا نحو عشرة آلاف راجل ومائة وخمسين فارساً وأرادوا أن يمنعوا السلطان من التوجه إلى ناحية بكيل وركزوا في نجد النونة.