أن غاب أفق الملك عن أفق العلا ... فانظر ضياءَ الشمس قد ملأ الملأ
أو كان جفن الملك أمسى ارمدا ... فاليوم أصبح بالمظفر اكحلا
لا تجزع الدنيا لفقد مليكها ... رزئت برضوي واستعاضت يذبلا
ما كان رزءُ الملك إلا غيهبا ... غم الورى واتاه صبح فأنجلا
بالملك عاد الكسر جبراً وانثني ... جيد العلا حالٍ وكان معطلا
هي دولة غرا وهذا مالك ... أضحى الزمان به أغر محجلا
لم يرض غيرك يا أبا عمر لها ... فاستجلها أن العرائس تجتلى
مازلت معترفاً بنعمة ربها ... متضرعاً لقدومها متبتلا
أو ما تراها في زبيد تزدهي ... وتميس في حلل المفاخر والحلا
أمهرتها وافي الصداق فما لها ... كفوءُ سواك ولا تريد تبدلا
جاءتك طائعة ولم تهزز لها ... رمحاً ولم تشهر عليها منصلا
فل للذي رام التملك جاهلا ... وسعى فضلَّ عن الطريق وضللا
ما أنت والملك الذي لا سرُّه ... باد عليك ولست فيه مؤَهلا
ارجع إلى كاس الطلا ودع الغلا ... للمغمد الأسياف في هام الطلا
ولصاحب الجيش الذي سد الفضا ... وفلا بحد السيف ناصية الفلا
وأعاد ريحك حين هبت أزيبا ... نكبا بريح منه هبت شمالا
أولى الورى بالملك والده الذي ... ما انفك في نسب المفاخر أولا
هي دولتي وأنا الذي أَملتها ... والله يعطي عبده ما أملا
ولما قبض السلطان الملك المظفر على الأمير فخر الدين ودخل المدينة زبد كما ذكرنا واستقر ملكه فاجتمع له عسكر أبيه واحتملت حواصل التهائم وانشرح صدره وطابت نفسه استأْذنه مشايخ العرب في الرجوع إلى بلادهم فقعد لوداعهم في قاعة سيف الإسلام ودخلوا عليه للوداع فوهب للشيخ ذكرى بن القرابلي بغلا من دواب الأمير فخر الدين يسمى الدراج ووهب للشيخ علي بن عمران القرابلي بالمقصرية