للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وكتب للشيخ محمد بن أبي ذكرى بلعسان وكساهم وانعم عليهم واحسن جوائزهم فعادوا إلى أوطانهم فرحين مسرورين.

وفي سنة ٦٤٨ استولى السلطان الملك المظفر على تهامة بأسرها وأطاعه أهلها وحملت إليه حواصلها وخرج من مدينة زبيد إلى عدن فسار طريق الساحل فاستولى عليها وعلى الحج وأبين في صفر من السنة ٦٤٨ وتسلم حصن يمين ومنيف وحصون بلاد المعافر جميعها في صفر من السنة وكان أول بلد دخله من البلاد جباء فلقيه القاضي محمد بن أسعد الملقب بالبهاء واختطب له بها فهي أول بلد اختطب له فيها من الجبال.

ثم حط على حصن تعز في شهر ربيع الأول من السنة ٦٤٨ وكانت محطته في الموضع بدار السعيدة وهو بالجبل فيما بين الجاهدية وعسق وكتب إلى الشيخ علوان بن سعيد الجحدري يطلب منه رجالاً من مذحج فوصله بجيش جرار فأقام محاصراً للحصن إلى أن تسلمه في شهر جمادى الأولى من السنة ٦٤٨ بخديعة منه وذلك أنه قبض في يوم من الأيام بريداً جاءَ من المفضل ووالدته من الدملؤَة إلى أمير الحصن وزمانه وكان أمير الحصن يومئذ علم الدين الشعبي والزمام أستاذ يقال له عنبر فلما قبض البريد أخذ ما معه من الكتب وفضها وأمر من زوَّر على الخط حتى القنه ثم كتب إلى الأمير علم الدين الشعبي على لسان المفضل ووالدته أن يقبض الزمام ويسجنه وكتب إلى الزمام بمثل ذلك وجعلت أوراقه بين أوراق البريد ووهب للبريد ما أرضاه ووعده بالخير وتقدم البريد بالكتب إلى الحصن فلما قبض الأمير والزمام على ما كتب به إليه همَّ كل واحد منهما بصاحبه وكانا متصافيين ثم انهما اجتمعا واطلع كل واحد مهما على ما عنده فاتفقا على أن يكتبا معاً إلى المظفر ويتوثقا لأنفسهما منه ففعلا وسلما إليه الحصن في جمادى الأولى من السنة ٦٤٨ فجعل الخادم زماماً لبنت أسد الدين وكان خادماً فيه خير ونال الشعبي عنده حظوة عظيمة ثم أنه أَقطعه صنعاءَ فلم يزل بها إلى أن توفي وقيل أقام السلطان محاصراً للحصن نحو ستة اشهر

<<  <  ج: ص:  >  >>