فلما طال مقامه كتب إلى خالته بنت حوزة يسألها أن تسلم إليه حصن تعز ويكون ولده الأشرف معها وأخوه وأمهما رهائن عندها وأرسل بهم إليها فكتبت إلى الأمير بتسليم الحصن إليه فتسلمه منه ثم تسلم حصن حب في رجب من السنة ٦٤٨ وفي ذلك يقول الأديب جمال الدين محمد بن حمير حيث يقول
وان ملك ولي فذي دولة ابنه ... وفي يوسف نعم الخليفة عن عمر
أغاربها من بكن ملحاءَ غافق ... محجلة الأرساغ واضحة الغرر
ونادت زبيد يا مظفر مرحباً ... أَضاءَ بك النادي وقربك المقر
وسار إلى حب وحبُّ يحبه ... وما حب يعصيه ولو شاءَ ما قدر
حصون أَتته وهي بالشرع إرثه ... وبالسيف ليس السيف إلا لمن قهر
وفي أثناءِ هذه المدة المذكورة اتفق الإمام أحمد بن الحسين والأمير شمس الدين أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزة وقصدا الأمير أسد الدين محمد ابن الحسن إلى صنعاءَ فخرج منها وطلع حصن براش وكان خروجه من صنعاء يوم الثاني من جمادى الأولى من السنة ٦٤٨ ودخل الإمام صنعاء يوم السابع من الشهر المذكور ودخل معه كافة الإشراف وأجابته القبائل واستولى على صنعاء وأعمالها ثم على ذمار وجهاتها وكان الأمراء الحميريون وهو غير واثق بهم وهم كذلك.
قال صاحب العقد الثمين وأقام الأمام في صنعاء نحواً من سنة والأمير أسد الدين في براشٍ يغاديهم بالقتال ويراوحهم وقد اجتمعت عليه العرب مع الإمام فلما طال عليه الأمد واشتد عله الأمر راسل الأمير شمس الدين أحمد ابن الإمام على أن يصلح بينه وبين الإمام فأشار عليه الأمير شمس الدين بالرجوع إلى مولانا السلطان وملازمته والارتسام تحت أمره ثم التقى الأمير أسد الدين والأمير شمس الدين إلى الجبوب واتفقوا على أن الأمير شمس الدين يسعى في الصلح بين الأمير أسد الدين