وبين الإمام وإن الإمام يجهز الأمير أسد الدين إلى اليمن لحرب ابن عمه السلطان الملك المظفر فإذا صار قريباً من السلطان سعى من سعى في الصلح بينه وبين السلطان فاتفق الأمر على ذلك وسعى من سعى في الصلح بينه وبين الإمام فاصطلحوا على ذلك واتفقوا وانتزم الأمر وتجهز الأمير أسد الدين وسار في صحبة الأمير أحمد بن علوان وغيره من بني حاتم وجهز الإمام معه أيضاً الأمير عبد الله بن سليمان بن موسى في مائة فارس وخرج الأمير أسد الدين في عسكر عظيم ولم يزل سائراً حتى حط في الشوافي فلما علم به السلطان الملك المظفر خرج في عسكره حتى حط مقابلاً له فسعي بينهم في الصلح بنو حاتم وغيرهم حتى انتظم وغيرهم حتى انتظم أمر الصلح وكان اللقاء في الموسعة وركب السلطان فرسه المشمر واقبل في جلال ملكه واحتفال جنده وكثرة عسكره واقبل الأمير أسد الدين يمشي راجلاً فلما قرب ترجل له السلطان وتسالما وهما راجلان ثم ركب السلطان وسار الأمير أسد الدين قدامه راجلاً وحمل الغاشية بين يديه حتى دخل على السماط فلما بلغوا المرتبة الشريفة قال السلطان للأمير أسد الدين بسم الله يا أمير فقال: حاشاك يا مولانا هذا موضعك وموضع أبيك وهذا موضعي وموضع أبي. ثم انتزم الأمر على ما شرعوه من الصلح وخرج له من الأنعام العميم ما هالهُ حتى قال ليت شعري هل أبقى مولانا السلطان في خزائنه شيئاً.
ثم أن السلطان رحمه الله عليه جهز مادة مائة فارس إلى صنعاء وجعل مقدمهم الناسف اليحييّ ثم ورد أمره على الأمير أسد الدين بالعود إلى صنعاءَ فسار مبادراً في عسكره وأصحابه ولما بلغ الإمام العلم بذلك جهز عسكره إلى نقيل الغائرة وظن أنهم يمنعون عسكر السلطان من طلوع النقيل فلم يقم عسكره في وجه العسكر المظفري ساعة واحدة فلما علم الإمام بوصول أسد الدين في العساكر المظفرية خرج من صنعاء إلى سباع بعد أن أخرب قصر الأمير أسد الدين وقصر أخيه الأمير فخر الدين وترك السيد الحسن بن الوهاس الحمزي وأخاه وغيرهما من الأشراف والعرب رتبة في صفوة فقصدهم الأمير أسد الدين في العساكر السلطانية فأخذهم برقابهم وأطلعهم