حصن براشٍ ثم طلع السلطان صنعاء في ذي الحجة من سنة ٦٤٨ وفي سنة ٦٤٩ رجع السلطان من صنعاء إلى اليمن وفيها تسلم حصن التعكر في أول المحرم سنة ٦٤٩.
وفي آخر الشهر المذكور وصل العلم بقدوم الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول من مصر وقدوم أخيه فخر الدين أبي بكر بن علي بن رسول فأوجب ذلك الصلح بين السلطان وبين الإمام فاصطلحا.
ثم أن مولانا السلطان كتب إلى كافة النواب بالتهائم بإكرام عميه وألقيتم بحالهما وكتب إلى عمته المعروفة بالنجمية وهي يومئذ بالتعكر يقول لها أن رأيت أن تلقى اخوتك فافعلي ففرحت بوصولهما فرحاً شديداً لأنها كانت تبرُّ أهلها خاصة والناس عامة وكان محمد بن خضر قد صار من خلف السلطان وأمه زهراءَ بنت الأمير بدر الدين وكانت من أعيان النساء حازمة لبيبة وهي التي ابتنت المدرسة المنسوبة إلى بني خضر بقرية الحبال وفيها قبرها وقبورهم وكان محمد بن خضر قد أساءَ إلى السلطان وخالف عليه خلافاً ظاهراً ثم عاد عن ذلك فقال له السلطان يا محمد انزل مع جدتك والق جديك فنزل مع الدار النجمي وجهزها السلطان أتم جهاز ولما نزلوا نزل السلطان بعهم فلقي عميه في حيس فخرجا في لقائه قلما توجهوا ترجل بعضهم لبعض وتسالموا ثم ركبوا خيولهم ودخلوا إلى مدينة حيس فلما استقرَّ بهم القرار أمر السلطان بالقبض على عميه المذكورين بدر الدين وفخر الدين وعلي محمد خضر وقيدهم وطلع بهم مقيدين ثم تمثل بقول الأول
أقول كما يقول حمار سوءٍ ... وقد ساموه حملاً لا يطيق
سأصبر والأمور لها اتساع ... كما أن الأمور لها مضيق