للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

فلما دخلوا دار الأدب المذكور وجدوا فيه الأمير فخر الدين الصغير أبا بكر بن الحسن بن علي بن رسول وكان أول من سجن منهم فكتب الأمير شمس الدين علي بن يحيى إلى الأمير شمس الدين يحقق له ما كان من الأمر وفي أثناء ذلك يقول:

ودادي ذلك الود القديم ... وعهدي ذلك العهد القديم

وبين جوانحي مما أراه ... جحيم منه تحترق الجحيم

وقلت قدوم بدر الدين فيه ... لنا فرح فما نفع القدوم

فبلغ خبره إلى مولانا السلطان فأغضى عنه وكان يكرمه ويقطعه الإقطاعات النفيسة ولا يظهر له شيئاً مما يبلغه. وفي هذه السنة ٦٤٩ تقدم المجد بن أبي القاسم برسالة الشريفة المظفرية إلى المواقف المطهرة العباسية ببغداد وقيل كان الرسول إلى بغداد الأمير عز الدين جعفر بن أبي القاسم فسار على طريق براقش إلى العراق واتخذ الأدلة من البادية وسلك طريق الرمل على الرواحل البحرية فحكى ابن أخيه ساروا من براقش إلى العراق أربعة عشر يوماً فلما حضر مقام الخليفة ببغداد عرض الكتاب وقرأه الخليفة المستعصم ودعا لمولانا السلطان الملك المظفر فأمر الخليفة أن يكتب له منشور وولاهُ العهد.

ثم قال الخليفة انظروا كم جائزة صاحب اليمن فقالوا عشرة آلاف دينار فقال عز الدين بن أبي القاسم وكم جائزة صاحب مصر فقالوا أربعين ألفاً فقال لا أقبل لمخدومي دونها فقال له الوزير أن إقليم مصر أكبر من إقليم اليمن فقال عز الدين ما كان في اليمن من نقص فإن أوصاف مخدومي يجبره فقال الخليفة لقد سررنا بمقالتك ثم التفت إلى الوزير وقال اخبروه بجائزة صاحب مصر.

ثم كتب الخليفة إلى السلطان كتاباً يأمره فيه باستئصال الإمام أحمد ابن الحسين وأكد الوصية على الأمير عز الدين في ذلك ثم سار ابن أبي القاسم وسار معه رسول

<<  <  ج: ص:  >  >>