الخليفة فلما وصل إلى السلطان البسه الخلعة وقرأَ له المنشور وولاهُ العهد بوكالة المستعصم له في ذلك وسلم له الإجازة وأقام في دار الضيافة فحمل له السلطان ما يستغرق الجائزة وغيرها.
ولما قتل الإمام أحمد بن الحسين كما سيأتي ذكره أن شاءَ الله تعالى كتب مولانا السلطان إلى الخليفة يعلمه بذلك فلما بلغ الرسول براقش لقيه الخبر بقتل الخليفة ودخول التتر ببغداد.
وفي هذه السنة اصطلح السلطان الملك المظفر وأخواه المفضل والفائز وأقطعهما لحجاً وأبين.
وفي آخر السنة كان وصول رسول الخليفة إلى مكة المشرفة بكسوة الكعبة وتشريفه المظفر الذي تقدم ذكرها وبالنيابة المذكورة فكسى البيت وتقدم إلى اليمن فوصل إلى السلطان بالتشريفة والنيابة.
وفي سنة ٦٥٠ اصطلح الإمام والأمير أسد الدين محمد بن الحسن بن علي بن رسول. ودخل الأمير أسد الدين في طاعة الإمام وباع عليه حصن براش بمائتي ألف درهم وانتفض ما بين الإمام والسلطان من الصلح وذلك في رجب من سنة ٦٥٠. وسيره في عسكر جرار إلى ذمار وجهز معه عسكراً من قبله وجعل عليهم الشريف عز الدين هبة بن الفضل العلوي. فلما اتصل العلم بمولانا السلطان جرد لهم الطواشي تاج الدين بدراً والأمير شمس الدين علي بن يحيى. فوقع بين الأمير شمس الدين علي بن يحيى وبين الطواشي تاج الدين مشاجرة فرجع الأمير شمس الدين علي بن يحيى إلى الأبواب الكريمة الشريفة وسار الطواشي تاج الدين وحده في العساكر المظفرية. فلما رأى الأمير أسد الدين والشريف عز الدين هبة بن الفضل ما هالهم من العساكر المظفرية هربوا إلى السواد ولزموا الجبل وأرسلوا إلى الإمام يطلبون منه المدد فأمدهم الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام وجميع العرب من بني شهاب وسنحان وأهل حضور وغيرهم فحصل بينهم العساكر المظفرية. فلما رأى الأمير أسد الدين والشريف عز الدين هبة بن الفضل ما هالهم من العساكر المظفرية هربوا إلى السواد ولزموا الجبل وأرسلوا إلى الإمام يطلبون منه المدد فأمدهم الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام وجميع العرب من بني شهاب وسنحان وأَهل حضور وغيرهم فحصل بينهم وبين العساكر المظفرية عدة وقائع