ظهرت فيها بسالة المماليك. ثم أن الإمام تابع الإمداد إليهم ولم يترك أًحداً من القبائل الأَجهزة إليهم. فلما رأَى الأمير أسد الدين تكاثف عسكر الإمام وتواتر الإمداد إليه أدركته الحمية العربية وعطفته الأواصر اليعربية فانذره الطواشي تاج الدين وصوب له العودة وقال له: انك إذا رجعت بهذا المعسكر سالماً وافراً طلع به مولانا السلطان فلا يقوم في وجهه واحد. فعاد الطواشي إلى ذمار ثم سار إلى اليمن.
وفي هذه السنة استولى السلطان على حصن الدُّملؤّة. وكان سبب ذلك أنه أرسل بولده الأشرف وأخيه وأمهما وبالطواشي ياقوت إلى خالته بنت حوزة وجعلهم عندها رهائن. فسلموا الأمر وعاملوا الرتبة وقيل: بل طلعت الدار الشمسي كريمة مولانا السلطان مغاضبة لأبيها وشاكية منه إلى أخويها وخالتها بنت حوزة وأظهرت الشكوى من أبيه االمظفر. وكان معها الطواشي ياقوت وأَقامت عندهم أياماً وهي تستميل الخدام وتصلح أَحوالهم وتستخدم الرتبة إلى أن أحكمت الأمر. ثم قيل لبنت حوزة أن البقرة الفلانية في الجوة ولدت عجلاً برأْسين. فأرادت النزول إلى الجوة لتنظر البقرة وعزمت على الدار الشمسي أن تنزل معهم. فاشتكت مرضاً فلم تنزل فنزلت بنت حوزة وأولادها. فلما نزلوا أوقد الطواشي ياقوت النار في رأْس الحصن. وكانت الإمارة بينه وبين السلطان الملك المظفر أن يوقد ناراً في أعلى الحصن. فلما رآها السلطان نزل من فورة وكان السلطان يومئذ في حصن حبَ. وقيل في تعكر. فركب في مائة نفر وسار فقطع أكثرهم في الطريق. وثبت معه جماعة منهم النقيب منصور. فلما صار السلطان قريباً من باب الحصن نزل والنقيب منصور قائم بين يديه. فقال من هذا: فقال عبدك منصور. فتفاءَل به حينئذ وانعم عليه وكساه ورفع مرتبته وولاَّه بعد ذلك بعض الجهات.
قال المصنف رحمه الله. وكان النقيب منصور رئيساً كاملاً هماماً عاقلاً ولم