تزل الرياسة في ولده وولد ولده إلى يومنا هذا. وكان منهم الأمير شجاع الدين عمر بن يوسف بن منصور. انتهت به الرياسة إلى أن صار نائب السلطان الملك المجاهد في المملكة اليمنية بأسرها. ومنهم الأمير عز الدين هبة بن محمد بن أبي بكر بن يوسف بن منصور. وكان أميراً بزبيد وكذلك ابن عمه الأمير نجم الدين محمد بن إبراهيم أيضاً تولى مدينة زبيد مدة طويلة. وسنذكر من لابد من ذكره. ولما وصل السلطان إلى باب الحصن بالدملؤَة وجد أخاه الفائز قائماً على باب الحصن ولم يفتح له. فقال له: هذا وسبعون الحصون لا معنا ولا معكم. وساق عنه ففتحوا له الباب فدخل ودخل معه من وصل حينئذ من غلمانه وخدمه. وكان ذلك يوم التاسع عشر من القعدة. وقيل يوم الخامس والعشرين منه في السنة المذكورة.
وفي هذه السنة توفي الفقيه الإمام العالم العامل أبو الحسن علي بن مسعود ابن علي بن عبد الله بن المحرم بن أحمد الساعي ثم الكتبي. وكان إماماً كبيراً ذا فنون كثيرة. واشتغل في أول عمره بالقراءات السبع حتى أتقنها. ةتفقه في قراءَته بحراز ثم عاد إلى بلده وقصد الفقيه أبا عبد الله محمد بن عبد الله بن يربل إلى جبل تيس فقرأ عليه المهذب ثم ارتحل إلى جبا فاخذ البيان عن الفقيه أبي بكر بن يحيى وأخذ عن أبي بكر الحجوزي. ثم عاد إلى المخلافة فرأَس بها ودرَّس فلما ظهر الإمام عبد الله بن حمزة وغلب أمره في تلك الناحية خرج الفقيه المذكور في جمع من الطلبة نحو من ستين طالباً وقصد تهامة فأقام بها مدة. فلما توفي الإمام عبد الله بن حمزة وهدأّت الفتن عاد الفقيهُ إلى بلده المخلافة أيضاً فلبث بها مدة. وقدم الشيخ الصالح أبو الغيث بن جميل إلى بلد الفقيه وابتني هنالك رباطاً وأقاما متعاضدين فلما ظهر الإمام أحمد بن الحسين واشتدت شوكة الزيدية انتقلا عن المخلافة وعاد إلى تهامة. فنزل الشيخ أبو الغيث مع الفقيه عطاءٍ وهو الذي تنسب إليه القرية الفقيه عمرو ولم يزل هنالك إلى أن توفي في السنة المذكورة. وكان إماماً جليل القدر تفقه به خلق كثير. وانتشر