ولا يقطعن بيني وبينك قاطعُ ... إلى أن نزور جنة الخاد فأعلما
خلفت برب الناس حلفة صادق ... مؤَكدة لم أخشَ في ذاك مأثماً
وبالمصطفى جدي وبالمرتضى أبي ... ومن طاف بالبيت العتيق واحرما
لوَ أنّي رأَيت الدين لله خالصاً ... وأعطيت ملكاً يملأُ الأرض والسما
لما سمحت نفسي بدين محمد ... ولو لم أدق من بارد الماء مطعما
فلما رأيت الحق ملقى زمامه ... وليس سوى الدنيا مراداً ومشتما
تنكست عن تلك السبيل ولم أعج ... عليها ولا في رفضها متندما
وعدت أرعى سوامه ... ولم أذَّكر نجداً ولا أَبرق الحما
ويممت محمود الطرائق يوسفا ... فلله ملكاً ما أعزَّ واكرما
لقد فخرت غسان منهُ بماجدٍ ... حماها وأعلاها سماكاً ومرزما
مجيباً إلى داعي التكرم والندى ... وان هو لم يدع ابتدا وتكرما
فصام قرير العين في خقض عيشه ... ولا زال مأْوى للوفود ومنتما
ولما عاد الأميران شمس الدين وأسد الدين إلى صنعاء بمن معهما من الإسراء كان دخولهم صنعاء يوم الجمعة الثاني عشر من شهر ربيع الأول من السنة المذكورة. ولما دخل شهر شعبان من السنة المذكورة وصلت الخزائن السعيدة والأوامر الشريفة المظفرية بخروج الأمير أسد الدين صحبة الأمير شمس الدين إلى الطاهر فتجهز الأميران وخرجا بالعساكر المصورة المظفرية وقصدوا بلاد حاشد وهو مخلاف ابن وهاس فخرجوا فيها مواضع ثم نهضوا إلى مصنعة بني القديم فأخذوها ونهضوا إلى النواب ثم إلى الطاهر فأخذوا موضعاً يسمى الأبرق. ثم قصدوا الإمام أحمد بن الحسين إلى موضع من بلاد حمير يسمى الهجر وكان قد جمع جموعاً كثيرة إلى نقيل الخضاب وأمرهم بحفظ ذلك الموضع. ففرق الأميران عساكرهما في جوانب النقيل فقطعوا الطريق على عساكر وهزموهم هزمة شنيعة وقتلوا منه مقتلة عظيمة.
وكان في جملة من قتل الفقيه حميد بن أحمد المحلي الزيدية