للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفضلائها ولهُ من التصانيف الجامعة والرسائل المفردة إلى الملوك والعلماء ما ليس لأحد وقتل معهُ من الفقهاءِ والشيعة كثير واسر شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة وكان خلفاء الإمام علي بن حمزة وهرب الإمام بعد أن اشرف على الهلاك ثم تحصن في حصن طلب المصانع. ثم رجع الأميران إلى الطاهر وأرادا التقدم إلى حوب فاختلف عليهما العسكر فقفلوا إلى صنعاء في شهر رمضان من السنة المذكورة.

وفي هذه السنة أخرج الشريف حماد بن حسن من مكة أخرجه الشريف راجح وأبو نمي وإدريس فأقام بها راجح ثلاثة أشهر ثم أخرجه ولده غانم وأقام بها إلى شوال فأخرجه منها أبو نمى إدريس فأقاما بها شهر شوال.

وفي شوال جهز السلطان الأمير مبارز الدين الحسين بن علي بن رطاش إلى مكة المشرفة في مائة فارس فلقيه الأشراف على باب مكة فكسرهم وقاتل منهم جماعة ودخل مكة وحج بالناس. وفي شوال أيضاً تجهز الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزة إلى الأبواب الشريفة السلطانية هو وأخوه داود بن الإمام وجماعة من بني حمزة وكان السلطان يومئذ في محروسة زبيد. فلما وصلوا خرج السلطان في لقائهم وأكرمهم وانصفهم وكان له من المقابلة والإتحاف ما لم يسمع بمثله وضربت لهم الخيام والمطامح على باب الشبارق من زبيد مدة أفادتهم فاجتمعوا بالسلطان ثلاثة أيام وكانت أقامتهم شهرا وأظل عيد الأضحى وهم بالباب الشريف وقال الأمير شمس الدين يمدح السلطان الملك المظفر رحمهما الله

لعلّ الليالي الماضيات تعودُ ... وتبدو نجوم الدهر وهي سعود

على منزل ما بين نعمان واللوى ... وجرَّت عليه الرامسات برود

وكانت به العين الغواني أوانساً ... فأضحت به العين الوحوش ترود

تجرُّ أنابيب الرماح ومبتنى ... قباب طباءٍ ريقهن برود

فيا دارنا بين العنينة والحمى ... هل الروض روض والزرود زرود

فكيف بمن أضحى ظفار محله ... ومن بات قد حالت عليه زبيد

<<  <  ج: ص:  >  >>