للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

هوايَ بنجدٍ والمنى بتهامةٍ ... متى نلتقي بالمتهمين نجود

وان فتى دامت مواثيق عهده ... على مثل ما لاقيتهُ لجليد

ولما سرى البرق الشآمي هاج لي ... جوى واشتياقاً ليس فيه مزيد

فهل لجنوب الريح أن تلثم الثرى ... بنشر تحيات لهنَّ صعود

على أربع بين الصعيد وصعدة ... وبين براشٍ لي بهنَّ عهود

مشاعر حج الطالبين فلا الأّذى ... قريب ولا نجح الرجاء بعيد

كرمن فلا يخشى النوائب عندها ... منيب ولا يخشى الهوان طريد

ملاعب أمهار الجياد وملتقى ... مجامع لا يشقى بهنّ وفود

وأبراج أشباه المها في كِناسها ... عليهنّ من نسج العفاف برود

نعمنا أيام لا البغيُ نافث ... بنارٍ ولا بين الرجال حقود

ظلالي فيها للورى غير قالص ... وبري حوض لست عنها أذود

وقومي قوم الروع جن وفي الندى ... بحور وحلماً كالجبال ركود

فنحن نطول الناس عزّاً وتنتهي ... إلى الأفق أيدينا ونحن قعود

إلى أن دعى داعٍ إلى البغي للورى ... وأعلن منهم كاشحُ وحسود

ودلّ علي الحلم قومي وأُسست ... ممالك لم تنظم لهنَّ عقود

وأنكر إحساني الذين خلودهم ... عليهم إذا استشهدتن شهود

فكم مات من قوم فحيوا بحلمنا ... وكم أخلفت سحبُ ونحن نجود

بسطنا على العرب المكارم بسطة ... لنا أبطوتهم والطلول جحود

ولما صبرنا ظنت الناس أننا ... ذللنا وإنا سادرون سمود

فما سنَّ فينا الناس إلا ظلامةً ... كما سنَّ في قتل الحسين يزيد

لقد أنكرتنا الناس كل فضيلةٍ ... كأَنَّا نصارى ملةً ويهود

لما قصدت الملك ذا التاج يوسفاً ... علمت بان الهم ليس يعود

دعوتُ فلباني فتىً لا مزبد ... ملولُ ولا واهي اليدين بليد

<<  <  ج: ص:  >  >>