ومالي لا أُرخي الركاب إلى ذرى ... به الشهب شهب والصعيد صعيد
وألقيتُ كفي في أنامل لم تخن ... عهوداً ولم تخلف لهنَّ وعود
وما ابن أبي عفص بجون الذي له ... الحميري الملك وهو فريد
مكارم سنتها الملوك ويوسفُ ... لآثار ما سنَّ الملوك يشيد
فسوحك مقصود وكفك قاهر ... وجدّك منصورُ وأنتَ حميد
صبرت على حمل العظائم فانتهت ... إليك العلي أن الصبور سعيد
وفي كل يوم أنت تبدو على العدى ... بخطب وتبدي في الندى وتعيد
سبيل فتى لا الموت يطرق همهُ ... ولا الموت فيما يتقي فيحيد
ويعلم أن الدهر ليس بدائم ... وإن خلود المكرمات مفيد
أنخنا بك الآمال وهي ركائب ... لإرسائها لطف الإله يعود
وقد كنت عرَّبت الرواحل برهة ... وأطرقت حتى لا يقالُ مريد
وداويت لابن العم داءً وجدتهُ ... على الصبر ينمو خطبه ويزيد
فأدنيت من أمواج بحرك غمرة ... أصول بها فيمن بغى فيبيد
وخف بسرجي الترك والعرب فاغتدى ... بعونك ركني اليوم وهو شديد
كذا يستعيد الحرُّ بالحرِّ واثقاً ... بربٍّ لهُ كل الملوكِ عبيد
بمن نصر المظلوم في كلماته ... بنصرٍ لهُ أهل السماءِ جنود
فدم في ظلال الملك ما هبت الصبا ... وما جنَّ في جنح الظلام وعود
ولما عزم الأمير شمس الدين على الرجوع إلى بلاده حمل إليه السلطان من الأموال والخيول والكساوي والطرف مالا يعلمه إلا الله. واقطعه مدينة القحمة وجهز معهُ مائة فرس من المماليك والحلقة فتقدم الأمير شمس الدين إلى الجوف واستباحه. وكانت له وقعات عظيمة وفي هذه السنة توفي الفقيه أبو عبد الله محمد بن