للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

يحيى بن إسحاق بن علي إسحاق العياني ثم السكسكي. وكان فقيهاً فاضلاً تفقه بأخيه أبي بكر بن يحيى بن اسحق المقدم ذكره وأخذ عن الإمام سيف السنة. وكان جداً صالحاً يغلب عليه الاشتغال بكتب الحديث. وكان بوفاته لثلاث بقين من شعبان من السنة المذكورة. وفيها توفي الفقيه أبو السعود بن الحسن بن مسلم بن علي بن عمر المفضلي الهمداني. وكان فقيهاً ماهراً تفقه بابن مضمون وأبي عبد الله العمرانيين وأخذ عن علي بن أبي بكر التباعي. وارتحل إلى عدن وأخذها عن القاضي إبراهيم بن أحمد القرنطي. وكان زميله في القراءة حسين العديني وسفين الأبيني وولده أبو بكر والسبتي الشحري وغيرهم. وهو والد الفقيه حسين صاحب الفراوي واحد شيوخ القاضي عبد الله العرشاني. ودرس بعكار بعض المبادئ إلى أن توفي في ذي القعدة من السنة المذكورة وفيها توفي الشيخ الإمام أبو الربيع سليمان بن موسى بن سليمان بن علي بن الجون الأشعري الفقيه الحنفي. وكان فقيهاً فاضلاً عارفاً بالفقه والنحو واللغة وعلم الأدب. وله صفات حسان منها شرح الخمر طاشية وهو شرح جيد سماه الرياض الأدبية يروى أنه صنفهُ وهو ابن ثماني عشرة سنة. وكان آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر. ولما ظهرت السبوت في زبيد وعمل فيها المنكر هاجر إلى الحبشة فأقام بها إلى أن توفي في السنة المذكورة في قرية يقال لها رون بضم الراء الأولى. ولما توفي في التاريخ المذكور كتب الفقيه أبو بكر بن دعاس إلى الفقيه أبي بكر بن حنكاش يعزيه عنه بأبيات يقول فيها

غير أنا نقولُ ما دامَ فينا ... نجل عيسى لم نُرْزفي في نجل موسى

ولعمري يوسى عليه ولكن ... ببقاءِ الإمام ذا الجرح يوسى

وفي سنة ثلاث وخمسين جمع إشراف مكة جمعاً عظيماً وقصدوا الأمير مبارز الدين الحسين بن علي بن رطاس وحاصروه في مكة حصاراً شديداً ودخلوا عليه مكة من رؤوس الجبال وقاتلهم في وسط مكة فكسره وقتلوا جماعة من أصحابه ولزموه فاشترى نفسه منهم وعاد إلى اليمن هو والجد الذين كانوا معهُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>