للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة أربع وخمسين توفي الطواشي تاج الدين بدر بن عبد الله المظفري. وكان ذا همة عالية ونفس أبية وكان خادماً للحرة بنت حوزة إلا أنه كان متظاهراً في أيام السلطان نور الدين بحب الظفر فأمرت به سيدته فحبس في جبس زبيد فلم يزل إلى أن وصل العلم بقتل السلطان نور الدين فلما علم بذلك خرج من السجن قهراً على السجان وصار إلى والدة السلطان الملك المظفر وكريمته. وكانوا عليهم يومئذٍ في زبيد فحرض والدة السلطان وأخته على القيام بحفظ زبيد. واستخدم الرجال وحفظ الأبواب وقبض مفاتيح أبواب المدينة وشاجر الوالي يومئذٍ. وكان الوالي الذي في زبيد اسمه قائماز وشمر تشميراً تاماً. وقاتل المماليك عن منها فلما دخلها الملك المظفر احسن إليه وحمل له طيلخاته واقطعهُ إقطاعات جيدة. وكان شجاعاً فارساً عاملاً رئيساً حسن السيرة له آثار محمودة. ومن مآثره الحسنة المدرسة التي بزبيد المعروفة بالتاجية وهي التي تسمى في وقتنا هذا بمدرسة المبردعين وإنما سميت بذلك لان المبردعين كانوا يعملون البرادع عندها وهي مختصة بالفقه. وله أيضاً المدرسة المعروفة بمدرسة القرّاء بزبيد وقفها على قراّء القرآن السبعة. وفيها مدرسة للحديث النبوي. وفي كل مدرسة من هذه المدارس الثلاث مدرس وطلبة وأمام ومؤَذن في أوقات الصلاة الخمسة وأوقف عليهن وقفاً جيداً يقوم بكفاية الجميع منهم. وله أيضاً دار مضيف لإطعام الطعام فيه شيخ ونقيب وقيم لإطعام الواردين وأمام ومؤَذن للقيام بالصلوات الخمس في أوقاتها. وله وقف أيضاً يقوم بكفاية الجميع وجميع ذلك بزبيد. وله في الجبل مدرسة في قرية الوجيز.

وكانت وفاته في مدينة تعز في شهر ربيع الأول من السنة المذكورة تحقيقاً وقيل تقريباً. ويقال أنه مات مسموماً والله أعلم.

وفيها توفي الفقيه الصالح عبد الرحمن بن علي بن إسماعيل بن إبراهيم بن

<<  <  ج: ص:  >  >>