قال الجندي واخبر الثقة أن موضع قبره الأول بسواية يوجد عنده رائحة المسك. وكان قتلهُ يوم الأربعاء سلخ شهر صفر من السنة المذكورة ويقال أنه قتل في اليوم الذي قتل فيه الخليفة المستعصم في بغداد. قالهُ الجندي. وكان الخليفة المستعصم قد كتب إلى السلطان الملك المظفر يأمره بأحمد بن الحسين حين بلغه ظهوره وإقبال الناس عليه ووعده على ذلك إقطاع مصر. وكان الإمام أحمد بن الحسين رحمهُ الله امثل أئمة الزيدية المتأخرين علماً وجوداً وكرماً. وللعشم بن هتميل فيه غرر المدائح الحسان موجودة في ديوانه.
ولما قتل الإمام أحمد بن الحسين كما ذكرنا في تاريخه المذكور كتب الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزة إلى السلطان الملك المظفر كتاباً يخبره فيه بذلك وأرسل بالكتاب رسولاً على الفور معجلاً وكانت نسخة الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم يحدد الخدمة ويشكر النعمة لله تعالى ثم للمقام السلطاني خلد الله ملكه. وينهى صدورها من المصف بسواية ورأس أحمد بن الحسين بين يديه " شعر "
وأبيض ذي تاج أشاطت رماحنا ... بمعترك بين الفوارس أقتما
هوى بين أيدي الخيل إذ فتكت به ... صدور العاولي تنضح المسك والدما
ولما كان يوم الجمعة ثالث قتل الإمام دعا الشريف أبو محمد الحسن وهاس إلى نفسه الإمامة فبايعه الشيعة والأشراف وبعض عامة الزيدية. وتأخر الباقون. فلما بايعهُ ممن ذكرنا سار إلى صعدة وسار أيضاً الأمير شمس الدين على اثر الوقعة إلى الجوف ثم إلى جهة صعدة في كافة أصحابه واقتسم هو والشريف حسن بن وهاس الحصون والبلاد نصفين.
ولما علم السلطان ببيعة الحسن بن وهاس خرج في عساكره المنصورة إلى الموسعة. ثم أسل الأمير أحمد بن علوان إلى الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام إلى صعدة وقد ظن به الظنون فرجع الأمير أحمد بن علوان بما أرضاه من العلم فرجع إلى تعز المحروس.