للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي هذه السنة جهزَّ السلطان عساكره المنصورة صحبة الأمير مبارز الدين الحسن بن علي بن رطاس إلى مخالف حجة. فاستولى على بعض حصونها.

وفي هذه السنة اشتد القحط والغلاء بعد قتل الإمام أحمد بن الحسين ومات كثير من الناس ولا سيما فقهاء الزيدية والحمزيين. وكان أول من مات منهم الأمير شمس الدين أحمد بن الإمام عبد الله بن حمزة. وكان سيد الجمزيين في زمانه لا يساميه أحد منهم في رئاسته ولا سيادته.

توفي في شهر ربيع الآخر من السنة المذكورة. وقيل في الثالث عشر من جمادى الأولى. وكانت وفاته بصعدة فتولى رئاسة الحمزيين بعده أخوه الأمير نجم الدين موسى بن الإمام عبد الله بن حمزة فلم يلبث أن هلك بعد أخيه شمس الدين. ثم مات أخوهما الحسن بن الإمام عبد الله بن حمزة ومات طائفة من أولاد وهاس سليمان وعبد الله والمؤيد إبراهيم. فقام برئاسة الحمزيين الأمير صارم الدين داود بن الإمام واتفق هو والإمام الحسن بن وهاس مدة وحالف عليهما محمد سليمان بن موسى بن داود بن علي بن حمزة وسليمان ابن حمزة. فمال إلى خدمة مولانا السلطان. ولما رجع الأمير مبارز الدين ابن رطاس من مخرج حجة إلى أبواب السلطانية جهز السلطان إلى حجة أيضاً الأمير شمس الدين بن علي بن يحيى في جيش كثيف. وكان فيها الأمير أبو الحسن أحمد بن قاسم بن عم الإمام أحمد بن الحسين. فلما وصل الأمير شمس الدين علي بن يحيى إلى مفرق وهو واد بين المحلافة وحجة كتب الأمير شمس الدين علي بن يحيى إلى الأمير أبي الحسن أحمد بن قاسم بيتاً واحداً وهو:

أبا حسن ما جئت مفرق طالباً ... لمفرق لكن غير مفرق اطلب

فأجابه الفقيه نظام الدين قاسم بن أحمد الشاكري على لسان الأمير أبي الحسن أحمد بن قاسم ببيت واحد وهو:

أبا حسن قد يجلب اليوم ما ترى ... وقد ربما احتكتِ بالأفْعَاءِ عقرب

<<  <  ج: ص:  >  >>