ولم يلبث الأمير شمس الدين علي بن يحيى أن يرجع إلى الأبواب الشريفة السلطانية وتسلم السلطان حصن اسبح في ذي الحجة من السنة المذكورة ثم أمر السلطان بالمحطة على حصن الكميم. فحط عليه الأمير أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى والأمير شمس الدين علي بن يحيى في العساكر السلطانية.
وفي سنة تسع وخمسين تسلم السلطان حجة وحصونها وحسن الريعة وتسلم هَدَاد وفيها تسلم حصن الكميم. وكان الأمير أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى قد مال إلى خدمة السلطان كما ذكرنا. وبنى في وضع يسمى الروق في بلاد بني ضرار فضاق الأمير محمد بن الحسن بن علي بن رسول منهُ. فأخذه مملوكه الأمير جمال الدين أقوس الألفي فحط على الورق حتى كاد يأخذه ثم طلع مولانا السلطان إلى مخلاف ذمار فأخذ باش قهراً بالسبق فأخربهُ واستأسر ولد الأمير أسد الدين في جماعة كثيرة. ثم أخذ أروق وأخربهُ أيضاً. ولما خالف الأمير أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى على الإمام الحسن بن وهاس استولى على الحوف. فسار إليه الأمير صارم الدين داود بن الإمام في عسكره والأمير علم الديم علي بن وهاس في عسكر أخيه. وكان محمد بن سليمان في سوق دعام. فلما وصله العسكر قاتلهم فكسروه ودخلوا عليه الدرب قهراً فالتجأَ إلى دار فيه فدخلها فدخل عليه السحن بن محمد الحجافي فقتلهُ وثؤر بأبيه محمد بن حجاف. وكان سليمان ابن موسى قد اسر محمد بن حجاف في جماعة من أصحابه ثم ضرب أعناقهم صبراً. فظفر ابنه في هذا اليوم بمحمد بن سليمان فقتله بأبيه. وكانت جملة القتلى في هذه الوقعة نحواً من مائة رجل. ولم يبث الأمير صارم الدين داود بن الأمام. والإمام الحسن بن وهاس أن اقترفا وصار بينهما تباعد اشد التباعد.
وفي هذه السنة وقعت الزلزلة في صنعاء يوم الرابع من ذي الحجة ولم تخرب شيئاً. ثم وقعت زلزلة أخرى بالمغرب أخرجت جبالاً وهدمت مواضع كثيرة.